الطاقة

العواصف تحاصر إنتاج الطاقة في أميركا.. والغاز يتجمد داخل الأنابيب

تسببت أسوأ عاصفة شتوية تمر بها الولايات المتحدة منذ 4 عقود، بخفض إنتاج الطاقة في البلاد، وانقطاع التيار الكهربائي عن العديد من الولايات، مما أدى لارتفاع أسعار التدفئة والكهرباء، مع استعداد الناس لاحتفالات عيد الميلاد.

وتراجع إنتاج الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى له خلال أكثر من عقد من الزمان، يوم الجمعة 23 ديسمبر/كانون الأول 2022، إذ أدت العاصفة الشتوية الهائلة التي تضرب معظم أميركا الشمالية إلى تجميد الغاز السائل في الأنابيب، وإغلاق عدد من الآبار، وفقًا لما نشرته وكالة بلومبرغ.

وتقلّصت الإمدادات عبر 48 ولاية، بما يقرب من 10 مليارات قدم مكعبة، أو ما يقرب من 10% تراجعًا عن إنتاج اليوم السابق، إذ انخفضت درجات الحرارة بمناطق الإنتاج الرئيسة، بما في ذلك أكبر مورّد في تكساس إلى ما دون درجة التجمد، وفي الوقت ذاته، ارتفع الطلب المحلي إلى أعلى مستوى يومي منذ أوائل عام 2019.

إنتاج الطاقة في أميركا

تكفي مليار قدم مكعبة من الغاز لتزويد نحو 5 ملايين منزل أميركي بالطاقة لمدة يوم كامل، وعادت إمدادات الغاز للانتعاش بنحو طفيف أمس السبت 24 ديسمبر/تشرين الأول (2022)، لكنها لا تزال أقلّ من المستويات العادية.

وأعلنت وزارة الطاقة الأميركية حالة الطوارئ في قطاع الكهرباء بولاية تكساس، مشيرةً إلى أن نقص إنتاج الطاقة -الناجم عن العاصفة الشتوية في القطب الشمالي- تسبَّب في تعطّل محطات الكهرباء.

ويسمح إعلان حالة الطوارئ لمُشغّل شبكة الولاية بتجاوز حدود معينة لتلوث الهواء، لتعزيز توليد الكهرباء وسط طلب قياسي على الطاقة في الولاية.

وطلب مجلس موثوقية الكهرباء في تكساس -الذي يلبي احتياجات 90% من عملاء الولاية- أمر الطوارئ يوم الجمعة 23 ديسمبر/كانون الأول (2022)، مُحذرًا من أنه قد يحتاج إلى اللجوء لقطع التيار الكهربائي.

ووصل الطلب على شبكة الكهرباء في تكساس إلى أعلى ذروة له في فصل الشتاء على الإطلاق، بأكثر من 74 ألف ميغاواط يوم الجمعة 23 ديسمبر/كانون الأول صباحًا، وفقًا لوزارة الطاقة.

وقالت وزارة الطاقة: “بينما تستمر الغالبية العظمى من وحدات التوليد في منطقة إريكوت بالعمل دون أيّ مشكلة، فقد واجه عدد قليل من الوحدات صعوبات في التشغيل بسبب الطقس البارد أو تقلّص الغاز”.

وأوضحت فقدان 11 ألف ميغاواط من الفحم والغاز، و4 آلاف ميغاواط من طاقة الرياح، و1700 ميغاواط من الطاقة الشمسية، بسبب الظروف الجوية، حسب موقع ياهو.

في الوقت نفسه، طمأن مسؤولو تكساس السكان بأن شبكة الكهرباء قادرة على تحمّل موجات الطقس السيئ، وأنه لا يوجد خطر من تكرار كارثة فبراير/شباط 2021، التي أودت بحياة أكثر من 200 شخص.

طاقة التكرير الأميركية

فُقِد نحو 1.5 مليون برميل من طاقة التكرير اليومية على طول ساحل الخليج الأميركي، بسبب درجات الحرارة شديدة البرودة، ومن غير المتوقع أن تستمر خسائر الإنتاج، لكنها تسبَّبت في رفع أسعار الوقود.

وقالت محطة كاميرون للغاز الطبيعي المسال التابعة لشركة “سيمبرا إنفراستراكتشر” في ولاية لويزيانا، إن الطقس السيئ عطّل إنتاج الغاز في المحطة التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 12 مليون طن سنويًا من الغاز المسال، دون تقديم تفاصيل.

وتسبَّب الطقس شديد البرودة في تراجع الإنتاج بحقول نفط داكوتا الشمالية، بمقدار 300 ألف إلى 350 ألف برميل يوميًا، ما يعادل ثلث الإنتاج العادي.

وقفزت أسعار النفط الأميركي، يوم الجمعة 23 ديسمبر/كانون الأول (2022)، بنسبة 2.4% إلى 79.56 دولارًا للبرميل، وارتفعت أسعار الغاز في اليوم التالي غرب تكساس بنسبة 22%، إلى نحو 9 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.

كما ارتفعت أسعار الكهرباء على شبكة تكساس إلى 3 آلاف و700 دولار لكل ميغاواط /ساعة.

وارتفعت العقود الآجلة لزيت التدفئة الأميركي، بنسبة 4.3%، بينما ارتفعت العقود الآجلة للغاز الطبيعي 2.5%.

في إقليم نيو إنغلاند، ارتفع سعر الغاز يوم الجمعة 23 ديسمبر/كانون الأول، في منصّة “ألغونكوين” بنسبة 361%، إلى أعلى مستوى خلال 11 شهرًا، عند 30 دولارًا للمليون وحدة حرارية بريطانية.

يأتي نحو نصف إنتاج الطاقة في “نيو إنغلاند” من محطات تعمل بالغاز، ولكن في الأيام الأكثر برودة، تتحول مولدات الكهرباء لحرق المزيد من النفط.

المصدر : الطاقة

إغلاق