انعقد المؤتمر الدولي الأول بعنوان مستقبل الطاقة في أفاق التنمية المستدامة الذي قام بتنظيمه مجلس سلمان السبيعي وقد أستغرق ذلك ثلاثة أيام من الرابع من اكتوبر 2021 لغاية السادس من أكتوبر لعام 2021.
يهدف هذا المؤتمر أن يكون خطوة علمية وبحثية رائدة ومتوافقة مع خطة 2030م، وان يعمل على عرض ومناقشة التقدم العلمي في مجال الطاقة وتُقدم من خلال المؤتمر الأوراق العلمية المختصة في الابتكارات العلمية الحديثة، وتُعرض أهم الأحداث والنتائج في هذا المجال بمشاركة بحاثيين وأكاديميين ومختصين من داخل وخارج البحرين.
في اليوم الأول من المؤتمر تم تسليط الضوء على الرؤية للمؤتمر وهي الانبثاق من رؤية 2030 الوطنية لمملكة البحرين خصوصا ما يتعلق منها بالطاقة وبدائلها المستقبلية وعلى الرسالة التي يسعى لها المؤتمر وكانت العمل على تعزيز الخطة الاستراتيجية لصناعة الطاقة المتجددة واستخدامها في المملكة وتحقيق التنمية المستدامة عبر الاقتصاد القائم على المعرفة والابتكار كما تم التطرق الى مفاهيم الطاقة والتنمية المستدامة والعلاقة بينهما وهذا حتى يتسنى لنا التعرف على دور الطاقة في تحقيق ابعاد التنمية المستدامة من أجل الحفاظ على استمرارية القطاعات التنموية وخاصة الاقتصادية.
كما تم النقاش في اليوم الأول من المؤتمر حول الأدوار التشاركية في تحقيق الطاقة المستدامة في توجيهات الأمم المتحدة، ووثائقها ذات الصلة، وشروط الانضمام للاتفاقيات المعنية والدور الحكومي التشريعي والتوجيهي في تعزيز التحول وتسهيله كما تم عرض دور القطاع الخاص في الاستثمار المتوسط والطويل الأجل لتحقيق التحول الفعال حيث تكمن الأهمية في زيادة الطلب على الطاقة لتحقيق أهداف التنمية مع الحد من استخدام الطاقة التقليدية ،وكذلك إبراز دور وأهمية الطاقة في التنمية المستدامة دون الإضرار بالبيئة المحيطة ، وأهمية تحفيز الاستثمارات في مجال الطاقة.
وفي اليوم الثاني من المؤتمر تم استعراض أفضل الممارسات النفطية للتحول للطاقة المستدامة لضمان استدامة اقتصاد الدول المنتجة للنفط وتعزيز دورها الريادي في قطاع الطاقة العالمي، ومستجدات التمويل الأخضر وشروطه وكيفية الاستفادة من التجارب المصرفية العالمية، وتم التطرق الى الطاقة الشمسية وأبرز المشاريع التي استخدمت الطاقة الشمسية ومنها استخدامها في المدارس وفي عدة أراضي قابلة للاستثمار وطرح في هذا المؤتمر مثال على عدة مشاريع تم استخدام التمويل فيها مثل ((مشروع شمس، فلسطين)) وتم التوصل الى عدة استنتاجات من خلال هذا المحور منها احتياج الدول النامية الى دعم المانحين باستمرار لتقوية جدوى المشاريع الخضراء التنموية باتجاه التنمية المستدامة ، وغالبا ما يتم ربط المنح المقدمة لمشاريع التنمية الخضراء بوجود قروض محلية أو دولية لاستكمال رأس المال ونظرا للبيئة القانونية الهشة يصعب الحصول على تمويل من مؤسسات التنمية الدولية نظرا للمتطلبات المعقدة ، وأنه ينبغي التركيز على البنوك المحلية من خلال تقديم ما يلزم من دعم لإنشاء برامج تمويل خضراء محلية ، وتوجيه وتركيز دعم المانحين الى تقديم الضمانات الجزئية لمشاريع التنمية الخضراء وذلك من خلال تحمل جزأ من المسؤولية من البنوك المحلية المقرضة في حال تعثر أي مشروع وتقديم خطوط التمويل (Credit Facilities ( لتلك البنوك لتنفيذ برامج التمويل الخضراء ، وينبغي عمل ما يلزم من القطاع العام لدعم البيئة القانونية من خلال تثبيت نماذج قابلة للتمويل من اتفاقيات شراء الطاقة بحيث تكون تلك الاتفاقيات عادلة للمستثمر.
وتم التطرق الى أهم الفرص والأفكار والتجارب الناجحة للدول المتقدمة في الطاقة المستدامة والدور التكنولوجي في مختلف المجالات والمنشئات كما تم شرح الطاقة النووية وأهميتها وأثرها على المجتمع وتم التوصل إلى أنها أحد أكثر مصادر الطاقة نظافة بسبب انعدام نسبة الكربون فيه، إذا لا تنتج مفاعلات الطاقة النووية أي انبعاثات كربونية.
في اليوم الثالث من المؤتمر تم تناول أهم المحاور منها استعراض الفرص والأفكار والتجارب الناجحة والمتقدمة للأفراد في الطاقة المستدامة وطرح احد المشاركين مشروع متعلق بالطاقة وهو مشروع صندوق الطاقة المتنقلة بأنه يتم استخدامه في الأماكن التي لا يوجد فيها طاقة وفي هذا الصدد تم توضيح آليات ووسائل تعزيز التعاون العربي من أجل تيسير الوصول إلى بحوث تكنولوجيا الطاقة النظيفة بما في ذلك المتعلقة بالطاقة المتجددة ،و آليات ووسائل تعزيز الكفالة في استخدام الطاقة وتكنولوجيا الوقود الأحفوري المتقدمة والأنظف ،وتشجيع الاستثمار في البنى التحتية للطاقة وتكنولوجيا الطاقة النظيفة ، وسبل ورصد الأمراض والأوضاع الصحية التي ستتحسن عند الاعتماد بشكل كامل على رصد وحصد الأمراض والأوضاع الصحية كاملة على الطاقة المستدامة النظيفة ،وإصدار تقارير بشأنها .
واختتم المؤتمر باستخراج الاقتراحات العملية، والتوصيات اللازمة، وتسليمها الى راعي المؤتمر عند الانتهاء منها، وتم بعد ذلك تم توزيع شهادات على اللجنة المنظمة للمؤتمر وكذلك الحاضرين.