أخبار
قطاع الطاقة في الأسواق الناشئة يحتاج إلى 115 تريليون دولار لتحقيق الحياد الكربوني
كشف التقرير عن أن قطاع الطاقة النظيفة في الأسواق الناشئة -باستثناء الصين- عانى لمواكبة هذه الوتيرة؛ حيث اجتذبت تريليون دولار من الاستثمارات خلال عام 2023، بزيادة بنسبة 52% عن عام 2020، لكنه لم يمثل سوى 14% من إجمالي إنفاق هذه المناطق على الطاقة.
وأشار التقرير إلى أن الاستثمار الأجنبي كان أحد المحركات لنمو الطاقة المتجددة في الأسواق الناشئة خارج الصين؛ حيث شكّل 18 مليار دولار من أصل 41 مليار دولار في عام 2023.
الأسواق الناشئة بحاجة إلى مضاعفة الاستثمارات
لتحقيق هدف الحياد الكربوني بقطاع الطاقة في الأسواق الناشئة بحلول عام 2050، يتعين على هذه الاقتصادات -خارج الصين- مضاعفة الاستثمارات السنوية في تقنيات تحول الطاقة.
وستحتاج الاقتصادات منخفضة ومتوسط الدخل إلى استثمار سنوي 2.6 تريليون دولار (بإجمالي تراكمي 69 تريليون دولار) من الآن حتى منتصف القرن.
بينما تحتاج الصين إلى 1.7 تريليون دولار من الاستثمارات السنوية في قطاع الطاقة حتى عام 2050، أي ارتفاعًا بنسبة 50% من متوسط الاستثمار على مدى السنوات الـ4 الماضية، وفق بيانات اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.
ومن المتوقع أن تمثل الحلول النظيفة في الصين 89% من إجمالي استثمارات الطاقة بين عامي 2024 و2050، وهي زيادة هائلة مقارنة بـ23% فقط في السنوات الـ4 السابقة.
وعلى نحو مماثل، من المتوقع أن تزيد الاقتصادات الناشئة الأخرى من حصة الحلول منخفضة الكربون، لتصل إلى مستوى مماثل من الاستثمار في العقود المقبلة.
تسريع التحول إلى المركبات الكهربائية ضروري
الإصلاح الشامل لقطاع النقل البري ضروري -أيضًا- لدعم تحول قطاع الطاقة في الأسواق الناشئة، ويعني ذلك التخلص التدريجي من المركبات العاملة بالبنزين والديزل والتحول إلى المركبات الكهربائية.
وتوقع تقرير بلومبرغ أن تنفق الاقتصادات ذات الدخل المنخفض والمتوسط -باستثناء الصين- 1.4 تريليون دولار سنويًا على الأنظمة والتقنيات المختلفة التي تستهلك الطاقة، مثل السيارات الكهربائية والمضخات الحرارية، ويمثل ذلك زيادة كبيرة مقارنة بالمستويات التاريخية البالغة 600 مليار دولار سنويًا.
والسبب وراء ذلك يرجع إلى النمو الاقتصادي والديموغرافي، إلى جانب التبني المتزايد للمركبات على الطرق.
غير أن الاستثمار المتوقع المتعلق بالطلب لا يزال أقل بنسبة 10% من متوسط الاستثمار المتوقع في ظل سيناريو التحول الاقتصادي، الذي يفترض أن القوى الاقتصادية وحدها هي التي ستدفع عملية التحول، حيث سيساعد انخفاض تكلفة المركبات الكهربائية في تقليل إجمالي الإنفاق على النقل البري.
وعلى عكس الأسواق الناشئة الأخرى، ستشهد الصين زيادة في الإنفاق المتعلق بالطلب في ظل سيناريو الحياد الكربوني مقارنة بالسيناريوهات الأخرى، على غرار الاقتصادات ذات الدخل المرتفع؛ نظرًا إلى الحاجة للتخلص من بعض المركبات التقليدية قبل نهاية عمرها التشغيلي لتسريع عملية إزالة الكربون من أسطولها.
استثمارات الطاقة المتجددة وشبكات الكهرباء
بحسب سيناريو الحياد الكربوني، يحتاج تحول قطاع الطاقة في الأسواق الناشئة ذات الدخل المنخفض والمتوسط إلى استثمارات متعلقة بالإمدادات تُقدر بنحو 1.2 تريليون دولار سنويًا حتى عام 2050، مع تخصيص قدر كبير لتطوير الطاقة المتجددة وشبكات الكهرباء، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وأوضحت بلومبرغ نيو إنرجي فايننس أن متوسط الاستثمار السنوي في هذه القطاعات سيرتفع إلى 600 مليار دولار حتى عام 2050، وهو أعلى 5 مرات من المستويات التاريخية.
وبالنسبة للصين سيتطلب تحول الطاقة التركيز المستمر على الحلول منخفضة الكربون للبقاء على المسار الصحيح لتحقيق الحياد الكربوني بقطاع الطاقة في الأسواق الناشئة إجمالًا.
وبينما لا يُتوقع تزايد الطلب على الكهرباء في الصين خلال العقد المقبل؛ فإن البلاد لا تزال بحاجة إلى توجيه 600 مليار دولار سنويًا لتعزيز الحلول منخفضة الكربون، مع تخصيص نصف هذه الاستثمارات لتطوير الطاقة المتجددة وترقية شبكات الكهرباء.
علاوة على ذلك، أشار التقرير إلى أن الصين وغيرها من الأسواق الناشئة ستتجنب إلى حد كبير الاستثمار في الكهرباء ومعالجة الوقود الأحفوري دون احتجاز الكربون وتخزينه بدءًا من 2024 ضمن إطار مسار الحياد الكربوني، لكنها ستوجه قدرًا ضئيلًا إلى محطات الكهرباء بالغاز لتعزيز مرونة الشبكة.
في الوقت نفسه، ستواصل قطاعات معينة، وخاصة تلك التي تواجه تحديات تقنية وتكاليف عالية مرتفعة لإزالة الكربون، الاستثمار في إمدادات الوقود الأحفوري.