أخبار

أول تجربة لتخزين الهيدروجين السائل تشهد مفاجأة صادمة

انطلقت أول تجارب تخزين الهيدروجين السائل في العالم من بريطانيا، إذ بدأت شركة عالمية مشروعًا ستعلن نتائجه مطلع العام المقبل.

صاحبة المشروع هي شركة “إكسولوم” الإسبانية المتخصصة في أعمال البنية التحتية لتخزين النفط، وذلك وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتراهن الدول على الهيدروجين بوصفه أحد أهم مصادر الطاقة البديلة في مسار تحقيق الحياد الكربوني ومكافحة تغير المناخ، رغم أن استعماله غير شائع بنسبة كبيرة حاليًا، بسبب ارتفاع تكلفة إنتاجه.

ومع ذلك تكثُر تجارب آليات التعامل مع مراحل سلسلة إمداد الهيدروجين، بما فيها الإنتاج والنقل والتخزين، وتُعدّ أول تجارب تخزين الهيدروجين السائل في العالم هي التي تنفّذها الشركة الإسبانية.

وقبلها، وتحديدًا في أغسطس/آب 2024، نفّذت شركة “يونيبر” الألمانية المتخصصة في تخزين الغاز تجربة لتخزين الهيدروجين في منشأة تحت الأرض، مستهدفة اختبار الخامات والتقنيات المناسبة لهذه العمليات.

يُذكر أن أكثر طرق التخزين للهيدروجين شيوعًا، وفي حالته الغازية، تكون في كهوف الملح الطبيعية، أو مواقع التخزين الاصطناعية، وأجرى علماء في مختبرات سانديا (Sandia) الوطنية التابعة لوزارة الطاقة الأميركية أبحاثًا في تخزينه بمنشآت نفطية، بالتعاون مع جامعة اوكلاهوما، في أبريل/نيسان الماضي.

تخزين الهيدروجين السائل

أعلنت الشركة الإسبانية مفاجأة صادمة، وهي تخزين الهيدروجين في منشآت نفطية، ما يعني أن النفط ومنشآته على مستوى العالم ما تزال ذات أهمية، حتى لمصادر الطاقة المتجددة.

وتستعمل الشركة حاملات الهيدروجين العضوية السائلة، لأن المواد العضوية تستطيع امتصاصه وإطلاقه خلال التفاعلات الكيميائية، ثم نقله وتخزينه في صورته السائلة.

وقالت شركة “إكسولوم”، اليوم الأربعاء 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، حسبما نقلت عنها وكالة رويترز، إن هذه تُعدّ أولى تجارب تخزين ونقل الهيدروجين السائل في العالم.

وأضافت الشركة أن الغرض من التجربة هو علاج واحدة من أهم معضلات اقتصاد الهيدروجين، وهو كيفية توفير معايير سلامة النقل للمستهلك النهائي بتكلفة معقولة.

وتابعت أن إعادة استعمال منشآت النفط وشبكة نقله ستسهم في تسريع الاعتماد على الهيدروجين الأخضر، وهو الذي يعتمد على الطاقة المتجددة في إنتاجه، على خلاف الأنواع الأخرى مثل الهيدروجين الأزرق الذي يعتمد على الغاز الطبيعي.

وبصورة عامة لن يؤدي نجاح تجربة استعمال منشآت الوقود الأحفوري في نقل وتخزين الهيدروجين إلى تسريع الاعتماد على الوقود الأخضر فحسب، ولكن أيضًا سيقلل التكلفة.

وعلى سبيل المثال، تجاوزت قيمة استثمارات شبكة الهيدروجين في ألمانيا، التي أقرّت خطة لتدشينها، الـ 20 مليار يورو (21.36 مليار دولار أميركي).

اليورو = 1.06 دولارًا أميركيًا.

وأقرّت الحكومة نظام تلك الشبكة في أبريل/نيسان 2024، ومن المقرر أن تزداد وتيرة العمل في المشروع بدءًا من العام المقبل 2025، لذلك عملت الحكومة على توفير مخصصات تشكّل ضمانات لقروض الشركات المشاركة في مشروع شبكة الهيدروجين.

وتؤدي شركة يونيبر -التي كادت تعلن إفلاسها قبل سنوات، وأنقذتها الحكومة وأممّتها في الوقت نفسه- دورًا رئيسًا في تدشين شبكة نقل الهيدروجين في ألمانيا، والتي من المتوقع أن تمتد أعمالها حتى عام 2037.

مساهمو إكسولوم

يمتلك عدد من الكيانات -منها صندوق الاستحواذات “سي في سي” العالمي، الذي يدير أصولًا تقارب قيمتها 200 مليار دولار- جزئيًا شركة إكسولوم، التي تُجري أولى تجارب تخزين الهيدروجين السائل في العالم.

كما تضم قائمة المساهمين صندوق إدارة الأصول الأسترالي “ماكواير”، وصندوق التقاعد الكندي “أوميرز”، إضافة للمصرف الفرنسي “كريدي أغريكول”.

وتعتزم الشركة تنفيذ المشروع التجريبي لتخزين الهيدروجين السائل في ميناء الشحن البريطاني “إيمنينغهام”.

وتدعم حكومة بريطانيا المشروع بنحو 505 ألف جنيه إسترليني (647 ألف دولارًا أميركيًا).

ومن خلال المشروع التجريبي، ستنقل الشركة 400 متر مكعب من حاملات الهيدروجين العضوية، التي تحتوي على 20 طنًا متريًا من الهيدروجين، ثم تنقلها عبر خط أنابيب طوله 1.5 كيلومترًا (0.9 ميلًا).

وفي مطلع عام 2025، تعتزم الشركة الإسبانية إصدار تقرير توضح فيه معلومات حول تكلفة وربح هذه الأنظمة لنقل الهيدروجين السائل وتخزينه.

اترك تعليقاً

إغلاق