أخبار
الطلب على البنزين في إيران يسجل قفزة غير مسبوقة خلال 10 أيام
واصل الطلب على البنزين في إيران إثارة الجدل بتسجيله مستويات غير مسبوقة خلال فصل الشتاء بالسنوات الماضية، وأبت معدلات الاستهلاك أن تودع العام الماضي (2022) دون تسجيل أرقام قياسية.
وشهدت الأيام الـ10 الأخيرة من شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي زيادة قدرها 16% في معدل الاستهلاك والضخ، في حين تُشير أصابع الاتهام إلى عمليات التهريب خارج حدود البلاد، بحسب موقع قناة “برس تي في” الإيرانية (Press TV) الناطق بالإنجليزية.
وضمن مساعيها لاحتواء الأزمة، قررت طهران قبل أيام وقف صادرات البنزين لتوفير الإمدادات اللازمة لتلبية الطلب المحلي الآخذ في الارتفاع الذي قد يضطر الحكومة إلى الاستيراد.
معدلات الطلب
رصد الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية لتوزيع المنتجات النفطية في إيران، علي أكبر نجاد علي، ارتفاع الطلب على البنزين في إيران بنسبة 16%، إلى 111 مليون لتر بصورة يومية خلال الأيام الـ10 الأخيرة من شهر ديسمبر/كانون الأول العام الماضي (2022).
وأكد نجاد أن تلك المستويات لم تشهدها بلاده إلّا خلال أوقات الإقبال على السفر في فصل الصيف، لكن الأشهر والفصول الباردة لم تصل إلى هذه الأرقام من قبل.
إيران توقف صادرات البنزين وقد تتجه للاستيراد
وعادةً ما يسجل الطلب على البنزين في إيران تراجعًا خلال فصل الشتاء، إلّا أن الموسم الحالي لم يأتِ وفق التوقعات، وبموجب تلك البيانات يشهد الطلب على الوقود في طهران مستويات غير مسبوقة، وفق المعدلات المعتادة خلال تلك المدة سنويًا من فصل الشتاء، إذ ارتفعت بنسبة 16% خلال المدة المذكورة.
وأوضح نجاد علي أنه خلال المدة من مارس/آذار حتى ديسمبر/كانون الأول ارتفع متوسط الطلب على البنزين في طهران بنسبة 21% على أساس سنوي.
الاستيراد أم وقف التهريب؟
يُنظر لارتفاع معدلات الطلب على البنزين في إيران بعين الريبة، إذ إن تفاقم الأزمة يتزامن مع تداول أنباء حول تهريب الوقود خارج حدود البلاد، نظرًا لانخفاض سعره مقارنة بدول أخرى.
وتُشير التقديرات إلى أن حجم اللترات المهرّبة يزيد عن 10 ملايين لتر يوميًا، وهو معدل ينخفض قليلًا عن مستويات الطلب المسجلة خلال الأيام الـ10 الأخيرة.
وسعت الحكومة لامتصاص التداعيات المحلية لزيادة الطلب بإعلانها التوقف عن تلقّي طلبات جديدة لتصدير البنزين، بعدما كشفت البيانات تصدير ما يقرب من 840 ألف برميل يوميًا من المشتقات النفطية العام قبل الماضي (2021)، مقابل 700 ألف برميل يوميًا في العام السابق له (2020).
وفي غضون ذلك، لم تجد طهران أمامها بديلًا عن التلويح باستئناف استيراد المشتقات النفطية من البنزين والديزل، بعد أن استمر اكتفاؤها الذاتي من تلك المشتقات لمدة تزيد عن عقد من الزمان.
الحلول المتاحة
بدوره، قدّر كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة الدكتور أومود شوكري، المتوسط اليومي لاستهلاك البنزين في إيران بنحو 103 ملايين لتر، لافتًا إلى أن الاستهلاك الصيفي المقدَّر بنحو 101 مليون لتر لم يشهد انخفاضًا خلال فصلي الخريف والشتاء، بل فاق هذه المستويات في بعض الأحيان.
وأضاف أن مشهد اصطفاف الطوابير الطولة أمام محطات الوقود ظهر جليًا -لبعض الوقت- في طهران ومدن أخرى، بعدما توقَّف توريد البنزين الممتاز عالي النقاء إلى محطات الوقود.
وأشار إلى أن مسؤولين أرجعوا ذلك إلى انخفاض إنتاج البنزين الممتاز في بعض المصافي إثر مشكلات فنية، بينما استُشهد بتأكيد عضو مجلس الشورى في طهران حسين حسين زاده بشأن وجود فجوة بين معدلي الإنتاج والاستهلاك.
وانتقد شوكري الحلول المطروحة للسيطرة على نقص البنزين في إيران، والتي تضمنت (استئناف الاستيراد، زيادة إنتاج أنواع محددة من البنزين، بجانب خفض معدل الاستهلاك، والتوسع في بناء مصافٍ جديدة.
وقال، إن الحلول الـ4 المطروحة مقيّدة بعوامل عدّة، من ضمنها: (العقوبات، نقص التقنيات، نقص الاستثمار، الحاجة إلى وقت لتطوير البنية التحتية).
وأضاف أن الحكومة غفلت عن حل بارز قد يسمح لها بتجاوز الأزمة وتلبية الطلب، يتمثل في إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة والمطالبة برفع العقوبات وجذب الاستثمارات الأجنبية.
المصدر : الطاقة