أخبار
أسعار الغاز تجبر فرنسا على دعم التدفئة بالخشب بـ245 مليون دولار
ما تزال المخاوف بشأن ارتفاع أسعار الغاز في فرنسا تدفع المستهلكين إلى استعمال الخشب للتدفئة خلال فصل الشتاء، وسط مساعٍ مستمرة لتخفيف أعباء أسعار الطاقة المرتفعة منذ غزو روسيا أوكرانيا.
وفي هذا السياق، أعلنت الحكومة الفرنسية مساعدة استثنائية للأسر التي تستعمل الخشب، بميزانية إجمالية قدرها 230 مليون يورو (245.3 مليون دولار أميركي).
وسيستفيد من هذه المساعدة نحو 70% من المنازل التي تعمل بالتدفئة بالخشب أساسًا، وستكون 2.6 مليون أسرة مؤهلة للحصول عليها، وفقًا لبيان صحفي صادر مؤخرًا عن وزارة الاقتصاد الفرنسية.
التدفئة بالخشب في فرنسا
ستكون الأسر قادرة على التقدم للحصول على هذه المساعدة بدءًا من 27 ديسمبر/كانون الأول، حتى 30 أبريل/نيسان 2023، وستُرسل المساعدات بدءًا من منتصف فبراير/شباط 2023.
وتتراوح قيمة القسيمة من 50 يورو (53.3 دولارًا) إلى 200 يورو (213.3 دولارًا)، حسب دخل الأسرة ونوع الخشب المستعمَل، وفقًا لبيان وزارة الاقتصاد.
وبحسب البيان: “سيتمكن الزوجان اللذان لديهما طفل ويكسبان أقلّ من 4 آلاف يورو شهريًا في عام 2020، واللذان يقومان بالتدفئة أساسًا بالخشب، من الحصول على 100 يورو”.
ووفقًا لمرسوم نُشر في الجريدة الرسمية، ستصل القسيمة إلى 100 أو 200 يورو للفرنسيين الذين يقلّ دخلهم الضريبي المرجعي عن 14.4 ألف يورو، و50 أو 100 يورو لأولئك الذين يتراوح دخلهم الضريبي بين 14.4 ألف و27.5 ألف يورو، بحسب ما نقلته فضائية “بي إف إم” الناطقة باللغة الفرنسية (BFMTV)
* 1 يورو = 1.04 دولارًا أميركيًا.
أزمة الطاقة
هذه المساعدة مكمّلة لقسيمة الطاقة الاستثنائية من 100 يورو (106.7 دولارًا) إلى 200 يورو (213.3 دولارًا) لـ 12 مليون أسرة، وقسيمة الطاقة السنوية التي يستفيد منها 20% من الفرنسيين.
وأضاف بيان وزارة الاقتصاد: “تُستعمَل قسيمة الخشب 2022 تمامًا مثل قسيمة الطاقة.. يمكن استعمالها مع بائع الخشب، وكذلك مع المورّدين الآخرين لأيّ فاتورة طاقة (الكهرباء والغاز الطبيعي وزيت الوقود، وما إلى ذلك)”.
ويعتمد مقدار القسيمة على نوع الوقود المستعمَل: ومن ثم يحقّ للأسر التي تقوم بالتدفئة باستعمال الجسيمات الخشبية المضغوطة في الحصول على ضعف المساعدة المقدّمة لأولئك الذين يستعملون جذوع الأشجار أو العصيّ أو الرقائق.
بالإضافة إلى هذه المساعدة، تواصل الحكومة توجيه دعوات لإقامة مشروعات تهدف إلى تسريع تطوير الإنتاج المحلّي للجسيمات الخشبية، من أجل تلبية الطلب المتزايد في سياق انتقال الطاقة، من خلال قطاع وطني للجودة والاستدامة النموذجية.
التدفئة بالغاز في فرنسا
في سياقٍ آخر، رصدت شبكة توزيع غاز فرنسا “جي آر دي إف” انخفاضًا في عدد المنازل الموصولة بالغاز للتدفئة خلال العام الجاري (2022)، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ مدّة طويلة، بسبب المخاوف من أسعار الغاز خصوصًا.
وأوضحت الشركة أنها لاحظت منذ بداية القرن الـ21 انخفاضًا متكررًا في استعمال الغاز للطهي، لا سيما في المباني والمدن الكبيرة، وفق ما نقلته فضائية “بي إف إم” الناطقة باللغة الفرنسية.
وقالت المديرة العامة للشركة لورانس بورييه ديتز، أمام جمعية الصحفيين الاقتصاديين والماليين: “هذه هي السنة الأولى منذ مدّة طويلة التي سنشهد فيها انخفاضًا في عدد عملاء التدفئة لدينا”.
ووفقًا لـ”جي آ دي إف”، “يشعر المواطنون بالقلق بعض الشيء بشأن أسعار الغاز وإمداداته، وقليلًا أيضًا بشأن الصورة منذ أن سمعوا أن الغاز كان يموّل الحرب في أوكرانيا، وهي وجهة نظر خاطئة وكاريكاتورية، هناك أيضًا تضخّم، ما يعني أن الناس غير قادرين على الاستثمار بسرعة”.
وشددت لورانس بورييه ديتز على أنه “سيكون من الخطأ الفادح إزالة جميع أشكال التدفئة بالغاز من المباني: لأنها ستزيد من احتياجات الكهرباء، خاصة في أوقات الذروة” من اليوم (صباحًا ومساءً)”.
وسلّطت الضوء على إمكان إنتاج الغاز الحيوي، قائلة: “بحلول عام 2030، يمكن إنتاج 20% من استهلاكنا للغاز الفرنسي في فرنسا عن طريق الغاز الأخضر. وهذا أكثر مما جاء من روسيا”.
المصدر : الطاقة