أخبار
خط أنابيب غالسي.. مشروع الجزائر لتصدير الهيدروجين إلى أوروبا
عاد خط أنابيب غالسي بين الجزائر وإيطاليا، الذي جُمِّد قبل 10 سنوات، إلى الواجهة مجددًا وسط خطط لاستعماله في تصدير الهيدروجين إلى أوروبا.
يأتي الطرح الجديد للأنبوب الذي كان مخصصًا لنقل الغاز الجزائري إلى أوروبا، وسط مساعي القارة العجوز لتأمين احتياجاتها من الوقود خالي الانبعاثات لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.
ومن المقرر أن تؤدي خطوط أنابيب الغاز، ومن بينها خط أنابيب غالسي، دورًا مهمًا في نقل الهيدروجين مستقبلًا، من مناطق الإنتاج إلى أهم مناطق الاستهلاك، إذ تعتزم الجزائر الاستحواذ على حصة من سوق الهيدروجين، وسط خطط ضخمة لإنتاجه وتصديره.
خط أنابيب سردينيا غالسي
قال وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب، إن بلاده تعمل حاليًا على إعادة النظر في إعادة إطلاق دراسة جديدة تتعلق بإنشاء خط أنابيب سريدينيا غالسي، بمواصفات ومعايير فنية يمكنها التكيف مع عمليات تصدير الهيدروجين والأمونيا مستقبلًا في اتجاه أوروبا بصفة عامة وألمانيا بصفة خاصة.
كان مشروع خط أنابيب غالسي قد توقّف تنفيذه قبل 10 سنوات، بقرارات من الحزب الديمقراطي اليساري الحاكم في إيطاليا وقتها، وهو ما حرم البلاد من 10 مليارات متر مكعب من الغاز الجزائري سنويًا، حسبما ذكرت وسائل إعلام إيطالية.
وشدد عرقاب خلال فعاليات يوم الطاقة الجزائري الألماني، الثلاثاء 20 ديسمبر/كانون الأول (2022)، على أن استعمال الخط سيكون مبدئيًا لتصدير الكميات الإضافية من الغاز الجزائري إلى أوروبا، لحين تأسيس وإنشاء سوق حقيقية وتنافسية للهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء.
الهيدروجين في الجزائر
أكد العديد من الخبراء أن الجزائر ستكون محورًا رئيسًا في إنتاج الهيدروجين وتصديره إلى أوروبا؛ نظرًا لما تمتلكه من إمكانات كبيرة من موارد الطاقة الشمسية والرياح، وكذلك خطوط النقل الرئيسة.
وكانت رئيسة المجلس الوطني للهيدروجين في ألمانيا، رئيسة مجلس إدارة شركة “ويست إنرجي” للطاقة كاثرينا رايتش، قد أكدت في تصريحات سابقة أن إمكانات المنطقة ومواردها الطبيعية لا تتطلب سوى تطوير للبنية التحتية اللازمة لنقل الهيدروجين، مضيفةً أن المنطقة يمكنها الاستفادة من خطوط نقل الغاز لإنجاح تلك الخطوة.
واقترحت الاعتماد على 85% من خطوط نقل الغاز، إذ يمكن الربط بين أوروبا وشمال أفريقيا لنقل الهيدروجين الأخضر عبر استعمال أنابيب الغاز الممتدة في الجزائر والمغرب، وتهيئتها لاستقبال تدفّقات الهيدروجين ونقله.
ويبرز هنا إعادة طرح خط أنابيب غالسي الرابط بين الجزائر وإيطاليا، مرورًا بجزيرة سردينيا، لأداء دور محوري في نقل الهيدروجين الأخضر من صحراء الجزائر نحو أوروبا.
من جهته، أشاد خبير الهيدروجين والصناعات الغازيّة لدى منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول “أوابك”، المهندس وائل حامد عبدالمعطي، بفكرة إعادة إحياء خط أنابيب غالسي لتزويد إيطاليا بالغاز والهيدروجين، موضحًا عدّة أهداف من وراء المشروع.
وقال في سلسلة تغريدات بحسابه الرسمي في تويتر: “خط أنابيب سردينيا مشروع مهم يهدف لتزويد الغاز الجزائري إلى سردينيا بإيطاليا بسعة 8 مليارات متر مكعب سنويًا، أي ما يعادل 80% من سعة خط ميدغاز الرابط بين الجزائر وإسبانيا، فضلًا عن موقعه الإستراتيجي، إذ يعدّ من أقصر المسارات إلى أوروبا”.
وأشار إلى التصميم الأصلى لخط أنابيب غالسي هو نقل الغاز الطبيعي، أما إذا تم تحويله للعمل بالهيدروجين النظيف، فيستطيع نقل ما يعادل 2.5 مليون طن سنويُا من الهيدروجين، وهو ما يجعلة من أكبر مشروعات تصدير الهيدروجين عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا.
وشدد المهندس وائل حامد عبدالمعطي على أن الجزائر تعد من المناطق الأعلى تنافسية في إنتاج الهيدروجين الأخضر.
وأضاف: “بتقديري، إذ تم إعادة إحياء مشروع خط أنابيب غالسي لنقل الهيدروجين ستستطيع الجزائر من خلاله تغطية نحو 25% من واردات أوروبا المستقبلية من الهيدروجين بحلول عام 2030، أي أنه يرسخ مكانة الجزائر كمورد رئيس مستدام للطاقة بأنواعها المختلفة (غاز وهيدروجين وكهرباء) إلى أوروبا.
كان خبير أوابك قد أكد خلال مشاركته بإحدى حلقات برنامج “أنسيات الطاقة” في تويتر، أن المنطقة العربية بحكم قربها من أوروبا ستوفر الخيار الأكثر نجاعة في تصدير الهيدروجين بتكاليف أقلّ من أيّ مناطق أخرى.
وأشار خبير أوابك إلى خطة “ريباور إي يو” الأوروبية -التي من شأنها أن تعزز كفاءة الطاقة ومصادر الطاقة المتجددة-، موضحًا أنها تفترض إنتاج 10 ملايين طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر بالقارة العجوز، إلى جانب استيراد 10 ملايين طن سنويًا أخرى من المنطقة العربية.
خطوط الغاز الجزائرية
من المتوقع أن تؤدي خطوط نقل الغاز الجزائرية، ومن بينها خط أنابيب غالسي، دورًا مهمًا في المستقبل، بعد إعادة تهيئتها لنقل وتصدير الهيدروجين.
لدى الجزائر حاليًا 3 خطوط أنابيب لتصدير الغاز الطبيعي، أولها خط أنابيب غالسي، الذي يجري الحديث على إعادة إحيائه مرة أخرى لنقل الهيدروجين إلى أوروبا، وتبلغ سعته 238 مليار قدم مكعبة سنويًا، بطول 534 ميلًا.
كما تصدّر الدولة الأفريقية الغاز إلى إسبانيا مباشرة عبر خط ميدغاز البالغ طوله 125 ميلًا، وبسعة 8 مليارات متر مكعبة سنويًا، الذي بدأ تشغيله عام 2011.
وكانت شركة ميدغاز قد أعلنت مؤخرًا إجراء دراسات لتصدير الهيدروجين من الجزائر إلى أوروبا في أنابيب الغاز المشتركة مع إسبانيا.
وينطلق من الجزائر خط الأنابيب عبر المتوسط، مرورًا بتونس، لينقل الغاز إلى إيطاليًا، وبدأ تشغيله عام 1983 بطول 1025 ميلًا، بقدرة تصدير تبلغ 1340 مليار قدم مكعبة سنويًا.
المصدر : الطاقة