أخبارالطاقةالنفط

“أويل برايس”: الطاقة الفائضة عالميا منخفضة للغاية

سادت معنويات إيجابية سوق النفط الخام في ختام الأسبوع الماضي بسبب تخفيف قيود كورونا في الصين، الذي تزامن مع اتفاق مجموعة السبع على تنفيذ آلية سقف أسعار لبيع النفط الخام الروسي، ما دفع إلى إغلاق أسعار الخام عند أعلى مستوى منذ آب (أغسطس) الماضي، ليحقق ثالث مكسب أسبوعي على التوالي.

وفى هذا الإطار، أكد تقرير “ريج زون” الدولي، أن أسعار النفط الخام تلقت دعما قويا في ختام الأسبوع، حيث أغلقت التعاملات عند أعلى مستوى منذ أغسطس الماضي، وقد انتعشت الأسواق بشكل أساس بدعم من تخفيف قيود كورونا في الصين، كما حققت مكاسب أسبوعية للمرة الثالثة على التوالي.

وعد التقرير أن تخفيف ما يسمى بسياسة “صفر كوفيد” يمهد الطريق لزيادة الطلب على النفط الخام، لافتا إلى أنه مما يزيد من التقلبات هي حالة الشد والجذب بين توقعات العرض المتشددة والمخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي العالمي.

ونوه إلى أن احتمالية تجدد الطلب من الصين تدفع العقود الآجلة إلى مستويات لم تشهدها منذ أغسطس الماضي، في حين أن العقوبات الأوروبية الجديدة على النفط الروسي، التي ستدخل حيز التنفيذ في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، تشير أيضا إلى ارتفاع أسعار النفط الخام.

وذكر التقرير أن هناك كثيرا من المخاطر الجيوسياسية المطروحة، إذ إن هذا من شأنه أن يبقي مسار النفط إلى أعلى، وإذا استمر الدولار في الانخفاض فقد تكون قوة أسعار النفط بلا هوادة، لافتا إلى أن استراتيجية “صفر كوفيد” الصينية أثرت سلبا في اقتصاد البلاد وفي سوق النفط، متوقعا أن ينخفض الطلب على النفط في 2022 بمقدار 400 ألف برميل يوميا بسبب قيود الفيروس، وفقا لمحللي بنك الصين الدولي المحدودة.

إلى ذلك، أوضح تقرير “أوبل برايس” الدولي، أن أسعار النفط الخام تأثرت كثيرا باستمرار المخاوف من أن الأسواق لا تزال ضيقة مع اتفاق مجموعة السبع على آلية تحديد سقف أسعار النفط الخام الروسي، ما دفع نحو مزيد من المكاسب السعرية.

وأوضح التقرير، أن إصدارات الاحتياطي البترولي الاستراتيجي الأمريكي اقتربت من نهايتها وطوال فترة إصدار احتياطي البترول الاستراتيجي، التي امتدت من نيسان (أبريل) إلى الآن، تم إطلاق نحو 180 مليون برميل وارتفعت مخزونات النفط الخام التجارية بين 20 و30 مليون برميل، ومع انتهاء عملية الإفراج عن الاحتياطي تخشى السوق من انخفاض كبير في مخزونات النفط الأمريكية في الفترة المقبلة.

وذكر أن انخفاض الدولار يدعم أسعار النفط ويتزامن ذلك مع دخول عقوبات الولايات المتحدة وحلفائها في مجموعة السبع على النفط الروسي حيز التنفيذ في الخامس من ديسمبر المقبل، حيث من المتوقع إلى حد كبير أن تتقلص صادرات النفط الروسية، معتبرا أن العقوبات على الخام الروسي وإنهاء إصدارات الاحتياطي الاستراتيجي وانخفاض الدولار وعدم استقرار إنتاج النفط الأمريكي يوفر عاصفة مثالية لارتفاع أسعار النفط.

وفي السياق نفسه، سلط تقرير “أويل برايس” الضوء على تصريحات هيثم الغيص الأمين العام لمنظمة “أوبك”، التي ذكر فيها أن صناعة النفط الخام في حاجة إلى زيادة الاستثمار في الطاقة الإنتاجية والإنتاج الجديد حتى يتسنى لسوق النفط تجنب التقلبات الكبيرة في المستقبل، مشددا على أهمية زيادة الاستثمارات في قطاع النفط.

ولفت إلى أهمية توضيح أمين عام “أوبك” أن التراجع الكبير في الاستثمارات في صناعة النفط بدأ مع انهيار الأسعار في 2015 ثم مرة أخرى في 2020 مع الموجة الأولى من وباء كوفيد، ما أدى إلى تفاقم التقلبات في سوق النفط.

وعد التقرير أن الطاقة الفائضة عالميا منخفضة للغاية حاليا وتتركز في السعودية والإمارات، مشيرا إلى إن أزمة الطاقة الحالية بعد الحرب الروسية – الاوكرانية ستستغرق أعواما في ظل ضعف الاستثمار في النفط والغاز.

ونبه التقرير إلى أن تقرير “أوبك” حول آفاق النفط العالمي، الذي صدر أخيرا يشير إلى أن هناك حاجة إلى أشكال الطاقة جميعها لتلبية احتياجات الطاقة المستقبلية، وأنه من المتوقع أن يحتفظ النفط بأكبر حصة في مزيج الطاقة حتى 2045، ما يمثل نسبة 29 في المائة تقريبا في ذلك الوقت.

وأبرز التقرير توقعات “أوبك”، التي تظهر أيضا أن قطاع النفط العالمي سيحتاج إلى استثمارات تراكمية تبلغ 12.1 تريليون دولار في عمليات التنقيب والإنتاج والتوزيع حتى 2045 أي ما يعادل أكثر من 500 مليار دولار سنويا.

من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات نهاية الأسبوع، بأكثر من 4 في المائة مع هبوط الدولار وقرب سريان حظر من الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي، بينما ينتظر المستثمرون احتمالات تخفيف الصين لقيود مكافحة كوفيد. وعلى الرغم من أن مخاوف الركود العالمي حدت من المكاسب، صعدت العقود الآجلة لخام برنت 3.81 دولار، أي 4.02 في المائة، إلى 98.48 دولار للبرميل. وسجل العقد ارتفاعا أسبوعيا بأكثر من 3 في المائة، وفقا لـ”رويترز”.

من جانب آخر، ارتفع إجمالي أجهزة الحفر النشطة في الولايات المتحدة بمقدار 2 هذا الأسبوع، حيث ارتفع إجمالي الحفارات إلى 770 هذا الأسبوع – 220 منصة أعلى من الحفارات هذه المرة في 2021 و305 منصات أقل من الحفارات في بداية 2019 قبل انتشار الوباء.

وقال تقرير شركة بيكر هيوز الأمريكية لأنشطة الحفر، أن الحفارات النفطية ارتفعت في الولايات المتحدة بمقدار 3 هذا الأسبوع إلى 613، وانخفضت منصات الغاز من 1 إلى 155. وبقيت الحفارات المتنوعة على حالها عند 2. وأشار التقرير إلى بقاء عدد الحفارات في حوض بيرميان ثابتا مرة أخرى هذا الأسبوع عند 346. كما ظلت الحفارات في إيجل فورد دون تغيير عند 70.

ولفت التقرير إلى انخفاض إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة في الأسبوع المنتهي في 28 أكتوبر، إلى 11.9 مليون برميل يوميا، وذلك وفقا لآخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية، كما ارتفعت مستويات الإنتاج في الولايات المتحدة 200 ألف برميل يوميا فقط حتى الآن هذا العام و400 ألف برميل يوميا فقط مقارنة بالعام الماضي.

المصدر : الطاقة نيوز

إغلاق