يشير مقال (Tsvetana Paraskova) إلى أنه إذا تم تطبيق حظر على الصادرات الروسية من النفط، فقد ترتفع أسعار النفط الخام العالمية إلى 150 دولارًا للبرميل.
وأوضح المقال أن الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي مترددان في فرض عقوبات على صادرات النفط والغاز الروسية منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث يشعر الحلفاء الغربيون بالقلق من تداعيات ذلك على إمدادات الطاقة في أوروبا وارتفاع أسعار النفط والبنزين.
وحتى في حالة عدم فرض عقوبات على النفط الروسي، فمن المقرر أن تظل الأسعار مرتفعة للغاية لأن المشترين والمصافي يحجمون عن شراء النفط الخام الروسي ويبحثون عن مصادر بديلة، وبالتالي فإن صادرات النفط الروسية تشهد اضطرابات في الوقت الحالي، وتواجه “موسكو” تحديات متزايدة بشأن بيع النفط الخام والمنتجات النفطية المنقولة بحرًا، حيث لا يرغب التجار ومصافي التكرير والبنوك وشركات التأمين وأصحاب الناقلات في التعامل مع المنتجات الروسية، هذا على الرغم من عدم تطبيق العقوبات المباشرة على النفط والغاز الروسي حتى الآن.
وفي هذا السياق، صرحت “أمريتا سين” مديرة الأبحاث في شركة “إنرجي أسبكتس” لشبكة (CNBC) بأن حوالي 70٪ من الصادرات الروسية من النفط الخام لا يمكن التعامل معها بسبب العقوبات المصرفية، بما يعادل نحو 3.8 ملايين برميل في اليوم.
ووفقًا لتقديرات شركة “إنرجي إنتليجنس”، فقد تراجعت الصادرات الروسية من النفط الخام والمنتجات المكررة بمقدار الثلث أو 2.5 مليون برميل يوميًّا هذا الأسبوع، وذلك استنادًا إلى بيانات الشحن والمقابلات مع التجار.
وقد أدرك المشاركون في سوق النفط حقيقة أن الكثير من النفط الروسي سيبقى خارج السوق في الأجل القصير حتى مع عدم فرض عقوبات مباشرة على النفط الروسي؛ مما يزيد الوضع سوءًا في سوق النفط.
وفي سياق متصل، صرح “جون كيلدوف”، من شركة “أجين كابيتال” لشبكة (CNBC) هذا الأسبوع بأن هناك اعتقادًا في سوق النفط بأنه من المتوقع أن يتم فرض عقوبات على النفط الروسي.
كما يرى محللون أن العقوبات التي ستفرض على صادرات النفط الروسي – التي تبلغ نحو خمسة ملايين برميل يوميًّا من الخام و2.8 مليون برميل يوميًّا من المنتجات المكررة – سيكون لها تأثير أكبر على موازين السوق مقارنة بالعقوبات التي فرضت على إيران وفنزويلا في السنوات السابقة.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية، بدأ بعض أكبر مستوردي النفط الخام الروسي تعليق مشترياتهم من النفط الخام الروسي مثل شركة PMonroe Energy” ” والتي تعد ثالث أكبر مستورد للنفط الروسي في الولايات المتحدة الأمريكية.
كما استبدلت شركةNeste” ” بفنلندا النفط الخام الروسي بخامات أخرى، مثل نفط بحر الشمال.
كما أعلنت مجموعة الطاقة البرتغالية “”Galp أنها ستعلق جميع المشتريات الجديدة من المنتجات البترولية سواء من مصادر روسية أو مصادر أخرى.
وفي الوقت نفسه، لم تتمكن شركة “Surgutneftegaz” الروسية من منح شحنات فورية في ثلاثة عطاءات متتالية خلال الأسبوع الماضي، حيث لم تقدم أي جهة عطاءات رغم التخفيضات الهائلة.
وختامًا، أوضح المقال أن تدفقات النفط الروسية معطلة بالفعل بسبب العقوبات الحالية رغم عدم فرض عقوبات مباشرة على النفط، كما أنه جار البحث عن بدائل للنفط الروسي.
وقد أشار محللون إلى أن إبرام الاتفاق النووي الإيراني المحتمل سيسمح لإيران بالعودة إلى تصدير النفط بالطرق الشرعية، إلا أن النفط الإيراني لن يستطيع أن يحل محل النفط الروسي.
المصدر : اخبار اليوم