أخبار
واردات الهند النفطية تترقب طفرة من دولتين عربيتين
من المقرر أن تحقّق واردات الهند النفطية من دولتين عربيتين طفرة مستقبلية، إذ تقترب مصفاة جديدة من الانطلاق خلال بضعة أشهر، عقب إنهاء عمليات البناء، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتُعدّ المصفاة الجديدة -المسماة هندوستان بتروليوم كوربوريشن راجستان (HRRL)- مصفاة متكاملة ومجمع بتروكيماويات بسعة 9 ملايين طن متري سنويًا، وهي قيد الإنشاء حاليًا في باتشبادرا بمنطقة بالوترا في راجستان.
وبُنيت المصفاة الهندية بشكل مشترك من قبل شركة هندوستان بتروليوم كوربوريشن المملوكة للدولة (Hindustan Petroleum Corporation) وحكومة راجستان، بحصص ملكية تبلغ 74% و26% على التوالي.
ووضعت المصفاة وحدات معينة في مرحلة ما قبل التشغيل، في وقت من المتوقع أن تتجاوز فيه الهند معدل نمو الطلب على النفط في الصين.
الواردات النفطية من 3 دول
من المتوقع أن تعتمد مصفاة هندوستان بتروليوم كوربوريشن راجستان على واردات النفط من 3 دول، إلى جانب الإمدادات المحلية، وفق ما أفادت به وكالة “إس آند بي غلوبال” (S&P Global).
وقال رئيس أبحاث النفط في جنوب آسيا لدى إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights) أبيشيك رانجان: “صُمّمت المصفاة للعمل بأكثر من 83% من الخام المستورد متوسط الدرجة، والباقي من الخام المحلي.. يُمكن أن يكون الأورال الروسي خيارًا مفضلًا”.
وتابع: “ستحاول المصفاة تنويع سلة الخام الخاصة بها لتحقيق أمن أفضل، إذ لا يمكن استبعاد قلة البراميل الروسية في المستقبل.. يأتي الخام العربي (السعودي) وخام البصرة (العراقي) في المرتبة التالية ضمن أفضل 3 أنواع خام ستستعملها المصفاة”.
كما أشار “رانجان” إلى أن تكوين المصفاة من شأنه أن يسمح لها بمعالجة أنواع مختلفة من الخام الأثقل أيضًا.
ووفقًا لمسؤولي الشركة، فإن بناء جميع وحدات المعالجة للمصفاة المتكاملة الجديدة يسير على المسار الصحيح لتلبية الموعد النهائي في يناير/كانون الثاني ومارس/آذار 2025.
ودخلت وحدات المعالجة الرئيسة، مثل معالجة الديزل بالهيدروجين وتوليد الهيدروجين، مرحلة ما قبل التشغيل.
ويبلغ التقدم الفعلي لوحدات المعالجة الرئيسة الأخرى نحو 94%، كما تمّ ربط خط أنابيب المصفاة بمحطة استيراد النفط الخام القريبة في موندرا على الساحل الغربي وحقول النفط في مانغلا.
مزايا المصفاة الهندية الجديدة
وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تحمل المصفاة الهندية الجديدة عدّة مزايا، إذ تقع في موقع إستراتيجي، يجعلها في وضع جيد لتلبية الطلب المتزايد على المنتجات البتروكيماوية؛ نظرًا لقربها من أسواق الطلب في غرب وشمال ووسط الهند.
ووصف وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري مصفاة راجستان بأنها “جوهرة الصحراء”، مسلّطًا الضوء على إمكاناتها في جلب العديد من الفوائد الاجتماعية والاقتصادية، بما في ذلك توفير الآلاف من الوظائف، والحدّ من اعتماد البلاد على البتروكيماويات المستوردة.
وقال بوري: “ستعالج 9 ملايين طن متري من النفط الخام، وتنتج أكثر من 2.4 مليون طن متري من البتروكيماويات، ما سيقلل من فاتورة الواردات بسبب البتروكيماويات”.
وتأسست المصفاة في سبتمبر/أيلول 2013، وشهدت تصعيدًا في التكاليف عن التقديرات الأصلية بسبب الزيادات الكبيرة في أسعار السلع الأساسية ونطاق العمل الموسّع.
بالإضافة إلى ذلك، أدّت عمليات الإغلاق بسبب جائحة فيروس كورونا إلى تأخير منح الطلبات وأنشطة البناء؛ ما سبّب تأخيرًا للموعد النهائي للاستكمال بضع سنوات.
وقالت شركة كريسيل (CRISIL) -وهي وحدة تابعة لشركة ستاندرد آند بورز غلوبال- في مذكرة بحثية: “نظرًا لكونه مجمعًا متكاملًا للتكرير والبتروكيماويات، فمن المتوقع أن يتمتع المشروع بميزة التكلفة على مرافق البتروكيماويات المستقلة التي تحصل على المواد الخام من مصافٍ أخرى”.
وأضافت: “إن المرونة في استعمال مزيج من الخام المستورد وخام راجستان من شأنها أن تساعد في تحسين الربحية وتُفيد الشركة”.
ومن المتوقع أن تنتج المصفاة -أساسًا- الديزل عالي السرعة والبنزين ومنتجات البتروكيماويات ذات القيمة المضافة، مثل البولي بروبيلين والبوتادين والبولي إيثيلين منخفض الكثافة والبولي إيثيلين عالي الكثافة والبنزين.
كما أشار نائب الرئيس في شركة كوتاك سكيوريتيز (Kotak Securities)، سوميت بوكارنا، إلى أنه “فيما يتعلق باقتصادات التكلفة، أبرزت الإدارة أن مصفاة راجستان ستتمتع بواحدة من أعلى عمليات التكامل البتروكيماوي، مع توقعات بهوامش تكرير إجمالية تبلغ نحو 20 دولارًا للبرميل”.
وتابع: “ستكون النفقات التشغيلية لمصفاة راجستان متماشية مع المصافي الأخرى عند 2 إلى 3 دولارات للبرميل”.
واردات الهند النفطية
فيما يتعلق بواردات الهند النفطية، أبقت شركة إنديان أويل (Indian Oil) -أكبر شركة تكرير في البلاد- على اتفاقها السنوي لاستيراد الخام من العراق عند 21 مليون طن (149.1 مليون برميل) لعام 2025.
وقال رئيس الشؤون المالية بالشركة أنوج جين، إنه من بين الـ21 مليون طن (149.1 مليون برميل)، هناك نحو 12 مليون طن (85.2 مليون برميل) ثابتة و9 ملايين طن (63.9 مليون برميل) مشتريات اختيارية، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
وتلبي الشركة نحو 55-57% من احتياجاتها من النفط من خلال صفقات سنوية مع كبار المنتجين.
وأضاف جين أن شركة النفط الهندية -مثل شركات التكرير الأخرى في البلاد- تتطلع إلى تعظيم وارداتها من النفط الروسي.
وصرّح وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري، يوم الثلاثاء (26 نوفمبر/تشرين الثاني 2024)، بأن روسيا أصبحت أكبر مصدّري النفط إلى الهند، إذ تمثّل أكثر من 35% من واردات البلاد.
وسلّط الوزير الضوء على التحول الدراماتيكي بمصادر النفط في الهند على مدى العامين الماضيين، مع ارتفاع واردات النفط الروسية من 0.2% فقط في فبراير/شباط 2022 إلى احتلال المركز الأول في الأشهر الأخيرة.
وأشار إلى أن الزيادة تتأثر بديناميكيات الأسعار العالمية والتوافر، إذ توازن الهند العقود طويلة الأجل مع عمليات الشراء في السوق الفورية.
كما أكّد بوري الطبيعة المتطورة لشراكات الطاقة الهندية، مشيرًا إلى مورّدين مهمّين آخرين مثل السعودية والإمارات والعراق والكويت والولايات المتحدة، وفق ما نقلته منصة “بيزنس ستاندرد” (Business Standard).