عوامل تدفع استهلاك البنزين في الصين إلى الانخفاض (تقرير)

أظهر استهلاك البنزين في الصين تراجعًا ملموسًا خلال الأشهر الأخيرة، بعد ارتفاعه على أساس سنوي منذ بداية العام الجاري (2024) وحتى نهاية يوليو/تموز 2024.

وكشف تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، أن متوسط استهلاك الصين من البنزين بلغ 3.2 مليون برميل يوميًا خلال أغسطس/آب، أي أقل بنسبة 14%، مقارنة بالشهر نفسه من عام 2023، واستمر هذا الاتجاه الهبوطي خلال شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول على أساس سنوي.

ويعود هذا التغيير إلى العديد من العوامل، أهمها:

– النمو السريع في تبني المركبات الكهربائية والهجينة.

ـ تباطؤ النمو الاقتصادي.

ـ التحولات الديموغرافية، وأبرزها انخفاض عدد السكان.

وبصفتها أكبر سوق للسيارات على مستوى العالم، تحمل هذه الاتجاهات الصينية آثارًا كبيرة في سوق الطاقة العالمية.

توقعات نمو استهلاك البنزين في الصين

أشار تقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة، اليوم الأربعاء 20 نوفمبر/تشرين الثاني، إلى خفض توقعات نمو استهلاك البنزين في الصين، إلى جانب أنواع الوقود السائل لعامي 2024 و2025، بعد البيانات الأخيرة.

وأوضح التقرير أن المحرك الأساس لنمو الاستهلاك، بمقدار 0.1 مليون برميل يوميًا في 2024، و0.3 مليونًا في عام 2025، يتحوّل نحو المواد الأولية البتروكيماوية بدلًا من وقود النقل؛ ما يعكس توسع قطاع تصنيع البتروكيماويات في البلاد.

وخلال النصف الأول من عام 2024، نما استهلاك البنزين في الصين بنسبة 0.32%، مقارنة بالمدة نفسها في عام 2023، في حين انخفض استهلاك الديزل بنسبة 3.52%، بحسب بيانات ستاندرد آند بورز غلوبال.

ويعتقد معهد أبحاث بتروتشاينا أن الطلب على كلا الوقودين بلغ ذروته في عام 2023، في حين يتوقع محللون آخرون أن يصل الطلب على البنزين والديزل إلى ذروته قبل عام 2030.

أسباب تراجع استهلاك البنزين في الصين

بحسب تقرير إدارة معلومات الطاقة، أدى تزايد تبني السيارات الكهربائية العاملة بالبطاريات والهجينة إلى الحد من استهلاك البنزين في الصين، حيث تحل هذه المركبات محل السيارات التقليدية.

وخلال أكتوبر/تشرين الأول (2024)، شكّلت مبيعات السيارات الهجينة والكهربائية أكثر من نصف إجمالي مبيعات سيارات الركاب، ارتفاعًا من 40% في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ومع استمرار بيع نحو 20- 25 مليون سيارة ركاب سنويًا في الصين، فإن حصة السوق المتنامية للسيارات الكهربائية تشير إلى أنها قد تستحوذ على حصة كبيرة من أسطول المركبات في البلاد خلال السنوات المقبلة.

في الوقت نفسه، بدأ عدد السكان الانخفاض، ما قد يؤدي إلى تقليل إجمالي عدد الأميال المقطوعة، والحد من استهلاك البنزين في الصين.

كما أن العوامل الاقتصادية تزيد من تفاقم هذا الاتجاه، إذ يُتوقع نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة 4.1% في عام 2025، وهو أقل من المتوسط البالغ 6.7% بين عامي 2015 و2019، أي قبل جائحة كورونا.

ونظرًا إلى أن استهلاك النفط يرتبط عادةً بالنشاط الاقتصادي، فقد يؤدي تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى الحد من استهلاك البنزين في الصين.