أخبار

نيران روسيا تستهدف منشآت الطاقة الأوكرانية في هجوم عنيف

شنّت روسيا خلال الساعات الماضية هجومًا جويًا هو الأكبر منذ أواخر أغسطس/آب الماضي، والثالث من نوعه العام الجاري (2024)، استهدف محطات الكهرباء والبنية التحتية الحيوية في أنحاء أوكرانيا.

ووفقًا لمتابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، بدأ الهجوم -الذي تخلله قصف بالصواريخ والطائرات المسيّرة- ليلة السبت 16 نوفمبر/تشرين الثاني، واستمر حتى صباح الأحد، ليترك أثرًا مدمرًا في المدن الأوكرانية، بما في ذلك العاصمة كييف.

واستهدفت الضربات الجوية مناطق متعددة مثل كييف وأوديسا وزابوريجيا وكريفي ريه ودنيبرو، إلى جانب مواقع في غرب أوكرانيا.

وفي أوديسا، أدى القصف إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة الساحلية المطلة على البحر الأسود.

وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن القوات الروسية أطلقت ما يقارب 120 صاروخًا متنوعًا، شمل صواريخ مجنحة وباليستية من طرازات تسيركون وإسكندر وكينزهال، بالإضافة إلى 90 طائرة دون طيار.

وأوضح الرئيس، في تصريحات قبل قليل، أن قوات الدفاع الجوي الأوكرانية تمكّنت من تدمير أكثر من 140 هدفًا من هذه الهجمات.

الضربة الضخمة

وصف زيلينسكي الهجوم بـ”الضربة الضخمة” التي استهدفت جميع مناطق البلاد، معربًا عن امتنانه للدفاعات الجوية الأوكرانية، مشيرًا إلى أن طائرات إف-16 الأميركية الصنع شاركت لأول مرة في التصدي للهجوم.

وأكدت السلطات الأوكرانية سقوط أكثر من 5 قتلى جراء القصف، بينهم اثنان في مدينة ميكولايف الجنوبية، في حين أُصيب 6 آخرون بينهم طفلان، حسبما أوردت شبكة “إيه بي سي” الإخبارية.

وقال الجيش الأوكراني، إن روسيا استعملت نحو 120 صاروخًا و90 طائرة دون طيار خلال الهجوم، في حين تمكّنت الدفاعات الجوية الأوكرانية من إسقاط أكثر من 140 هدفًا، بما في ذلك صواريخ من طراز “كينجال” فرط الصوتي، وهي من بين الأسلحة الأكثر تطورًا لدى موسكو.

أكد وزير الطاقة الأوكراني جيرمان جالوشينكو، أن الضربات تعمّدت استهداف شبكة الكهرباء بصفة مباشرة، مما اضطر السلطات الأوكرانية إلى فرض عمليات قطع كهرباء طارئة في كييف ومناطق أخرى.

ردود الأفعال الدولية

توالت ردود الأفعال الدولية عقب الهجوم، إذ أعلنت بولندا، التي تُعد من داعمي أوكرانيا الرئيسين، إرسال طائرات مقاتلة لحماية مجالها الجوي بعد القصف الصاروخي الروسي، في تصعيد جديد يعكس مدى تأثير الحرب الروسية الأوكرانية في الدول المجاورة.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، عدّ وزير الخارجية أوكرانيا، أندريه سيبيا، الهجوم “ردًا حقيقيًا” من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على المحادثات التي أجراها مؤخرًا مع زعماء العالم، بما في ذلك المستشار الألماني أولاف شولتس.

وأكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، دعمه لاتصال شولتس مع بوتين، قائلًا، إن إنهاء الحرب سيتطلّب بعض التواصل مع الرئيس الروسي.

وانتقد سيبيا تلك الاتصالات، مؤكدًا أن “السلام لا يمكن تحقيقه عبر الاسترضاء، بل عبر القوة”، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتزيد عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض من حالة عدم اليقين، إذ أكد سعيه إلى التوصل لاتفاق سريع بين كييف وموسكو لإنهاء الحرب، لكنه دون تحديد أي شروط.

الحرب الروسية الأوكرانية

يبدو أن الحرب الروسية الأوكرانية تتجه نحو مزيد من التصعيد في ظل غياب أفق واضح لحل سياسي، مع تكثيف الهجمات الروسية خلال الأشهر الأخيرة، وتحذيرات الرئيس زيلينسكي من استمرار الضربات المشتركة في فصل الشتاء.

وفي هذا السياق، تُعد استعادة شبكة الكهرباء الأوكرانية أولوية قصوى، لمنع وقوع أزمة إنسانية كبرى، وسط تأكيدات أوكرانيا قدرتها على الصمود بمساعدة الشركاء الدوليين.

ويأتي هذا الهجوم في وقت حرج مع اقتراب فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، مما يهدّد بتفاقم معاناة المدنيين في ظل انقطاعات الكهرباء والتدفئة.

وتشير التحليلات إلى أن روسيا وسّعت من هجماتها الجوية طويلة المدى مع اقتراب الشتاء، بهدف تعطيل البنية التحتية للطاقة وإضعاف مقاومة الأوكرانيين، في إطار الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت في فبراير/شباط 2022.

اترك تعليقاً

إغلاق