وكالة الطاقة الدولية ترفع توقعات نمو الطلب على النفط

تشير أحدث توقعات وكالة الطاقة الدولية إلى ارتفاع نمو الطلب على النفط خلال العام الجاري (2024) بمقدار 921 ألف برميل يوميًا، مقارنة مع توقعات الشهر الماضي (أكتوبر/تشرين الأول)، التي بلغت 862 ألف برميل يوميًا.

بينما أبقت الوكالة الدولية توقعات نمو الطلب خلال العام المقبل (2025) دون تغيير تقريبًا عند مليون برميل يوميًا، وفق التقرير الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

وبحلول نهاية العام الجاري، من المتوقع أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى 102.8 مليون برميل يوميًا، وقرابة 103.8 مليون برميل يوميًا بحلول نهاية عام 2025،

وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أن تشهد سوق النفط العالمية فائضًا في المعروض يزيد على مليون برميل يوميًا في العام المقبل، مع تباطؤ نمو الطلب الصيني.

دور الصين في تباطؤ نمو الطلب على النفط

أشارت وكالة الطاقة الدولية إلى تباطؤ نمو الطلب على النفط مقارنة بنمو العام الماضي الذي بلغ نحو مليوني برميل يوميًا، ومتوسط النمو البالغ 1.2 مليون برميل يوميًا خلال عامي 2000 و2019.

ويرجع ذلك إلى انتهاء طفرة الطلب بعد جائحة كورونا، وضعف الأداء الاقتصادي العالمي، فضلًا عن الاعتماد المتزايد على تقنيات الطاقة النظيفة.

فقد أدى التباطؤ الاقتصادي الملحوظ في الصين إلى تباطؤ نمو الطلب على النفط، حيث يُتوقع نمو متوسط الطلب في الصين بنحو 140 ألف برميل يوميًا خلال 2024، مقابل 1.4 مليون برميل يوميًا في عام 2023.

وانكمش الطلب الصيني للشهر السادس على التوالي في سبتمبر/أيلول، ما أدى إلى هبوط متوسط الربع الثالث من عام 2024 بمقدار 270 ألف برميل يوميًا مقارنة بالعام السابق.

وعلى النقيض من ذلك، شهد الطلب على النفط في الاقتصادات المتقدمة انتعاشًا متواضعًا، مع نمو قدره 230 ألف برميل يوميًا على أساس سنوي خلال الربع الثالث من عام 2024، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ارتفاع المعروض العالمي من النفط

كشف تقرير وكالة الطاقة الدولية، الصادر اليوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني، ارتفاع المعروض العالمي من النفط بمقدار 290 ألف برميل يوميًا خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول، ليصل إلى إجمالي 102.9 مليون برميل يوميًا.

وكان هذا الارتفاع مدفوعًا بعودة النفط الليبي إلى السوق، الذي عوّض عن الخفض من قازاخستان وإيران.

وبينما قرر تحالف أوبك+ تمديد التخفيضات الطوعية الإضافية حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2024، تتوقع وكالة الطاقة أن تقود الدول خارج أوبك+ نمو الإنتاج.

ومن المتوقع أن تقود الولايات المتحدة، إلى جانب دول مثل كندا وغايانا والأرجنتين، نمو المعروض من خارج أوبك+، ما يؤدي إلى زيادة إجمالية في المعروض من خارج أوبك+ بمقدار 1.5 مليون برميل يوميًا في كل من عامي 2024 و2025.

وأشارت وكالة الطاقة الدولية إلى أن البرازيل، التي واجهت عددًا من التحديات التشغيلية وانقطاعات غير مجدولة في عام 2024، ستكون مُسهِمًا رئيسًا في نمو الإمدادات خلال عام 2025، متوقعةً زيادة الإنتاج بمقدار 210 آلاف برميل يوميًا، ليصل الإجمالي إلى 3.7 مليون برميل يوميًا.

على صعيد آخر، شهدت هوامش مصافي التكرير تحسنًا ملحوظًا، إذ ساعدت أنشطة الصيانة الدورية وخفض الإنتاج في تعزيز فارق السعر بين النفط ومشتقاته.

ووصلت عمليات تشغيل المصافي العالمية إلى أدنى مستوى موسمي خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول، قبل أن تبدأ في التعافي خلال الشهر الجاري.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يبلغ متوسط إنتاج المصافي 82.8 مليون برميل يوميًا خلال العام الجاري، مع زيادة بنحو 600 ألف برميل يوميًا في عام 2025، ليصل إلى 83.4 مليون برميل يوميًا، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ويرجع ذلك إلى حدّ كبير لزيادة إنتاج المصافي في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بالأميركتين، التي ستسهم بنحو 360 ألف برميل يوميًا هذا العام.

وفي عام 2025، من المتوقع أن تتولى المناطق غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية زمام المبادرة في تغذية نمو المصافي.

خلال شهر سبتمبر/أيلول، شهدت مخزونات النفط العالمية انخفاضًا حادًا بلغ 47.5 مليون برميل، لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ يناير/كانون الثاني 2024.

وجاء هذا الانخفاض نتيجة تراجع المنتجات النفطية التي تحتفظ بها دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فضلًا عن انخفاض مخزونات النفط الخام في الدول غير الأعضاء بالمنظمة، وفق تقرير وكالة الطاقة.

وهبطت مخزونات النفط التجارية لدى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمقدار 36.4 مليون برميل، ليصل الإجمالي إلى 2.8 مليار برميل، وهو أقل بنحو 95.3 مليون برميل عن المتوسط على مدى 5 سنوات.