ارتفعت أسعار النفط، في بداية التعاملات الآسيوية، يوم الاثنين، بسبب المخاوف بشأن تشديد إمدادات النفط العالمية الناجم عن تصاعد النزاعات بالشرق الأوسط وبين روسيا وأوكرانيا، في حين أن انخفاض عدد منصات الحفر الأميركية عزّز الضغوط التصاعدية على الأسعار.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 52 سنتاً أو 0.6 في المائة إلى 85.95 دولار للبرميل، عند الساعة 03:59 (بتوقيت غرينتش)، وارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي 55 سنتاً أو 0.7 في المائة إلى 81.18 دولار للبرميل، وفق «رويترز».
وانخفض كل من المؤشرين المرجعيين بأقل من 1 في المائة، الأسبوع الماضي، مقارنة بالأسبوع السابق. وقد حدّ سعر صرف الدولار الأميركي الأقوى، الذي ارتفع بنحو 1 في المائة، على مدار الأسبوع الماضي، من ارتفاع الأسعار.
وقال رئيس شركة «إن إس ترايدينغ»، وهي وحدة تابعة لشركة «نيسان» للأوراق المالية، هيرويوكي كيكوكاوا: «أدت التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، إلى جانب تصاعد الهجمات على المنشآت النفطية في روسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى تضاؤل آمال وقف إطلاق النار بالشرق الأوسط، إلى زيادة المخاوف بشأن إمدادات النفط العالمية».
وفي الوقت نفسه، انخفض عدد منصات الحفر النفطية الأميركية بواقع منصة واحدة إلى 509، الأسبوع الماضي، وفقاً لبيانات من شركة خدمات الطاقة «بيكر هيوز»، مما يشير إلى انخفاض إمدادات النفط المستقبلية.
وقالت كييف إن موسكو أطلقت 57 صاروخاً وطائرة مُسيّرة، في الهجوم الذي استهدف أيضاً العاصمة كييف، بعد يومين من أكبر قصف جوي للبنية التحتية للطاقة في أوكرانيا منذ أكثر من عامين من الحرب الكاملة.
وتَلَت هذه الخطوة هجمات أوكرانيا الأخيرة على البنية التحتية النفطية الروسية، حيث استُهدفت سبع مصافٍ على الأقل بطائرات مُسيرة، هذا الشهر فقط.
وقال محللون في «إيه إن زد ريسيرش» إن تعطيل مصافي النفط في روسيا أدى إلى زيادة الضغط على أسواق الوقود، مما أدى إلى ارتفاع الطلب على شحنات النفط الخام المتاحة، مضيفين أن نحو 12 في المائة من إجمالي قدرة معالجة النفط في روسيا تأثرت.
وقالت «إيه إن زد» إن رفض المصافي الهندية قبول الخام الروسي المنقول على ناقلات «سوفكومفلوت» بسبب العقوبات الأميركية يزيد أيضاً ضيق السوق العالمية.
وفي الشرق الأوسط، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين، لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الجمعة، إن إسرائيل تخاطر بالعزلة العالمية إذا هاجمت مدينة رفح الفلسطينية في قطاع غزة.
من جانبها، قالت القيادة المركزية الأميركية، يوم السبت، إن القوات الأميركية اشتبكت مع ست طائرات دون طيار تابعة للحوثيين فوق جنوب البحر الأحمر، بعد أن أطلقت الجماعة أربعة صواريخ باليستية مضادة للسفن باتجاه ناقلة نفط تملكها الصين.
ويتوقع المحللون أن تستمر أسعار النفط العالمية في الارتفاع، خلال الفترة المقبلة، بعد أن سجلت أداء قوياً، خلال الربع الأول من العام الحالي، نتيجة استمرار العوامل نفسها التي دفعت الأسعار للارتفاع منذ بداية العام الحالي.
وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن النفط يقترب من تحقيق ما يسمى «التقاطع الذهبي» قريباً، خلال الأسبوع الحالي، وهو مؤشر فني ينذر بمزيد من الارتفاع بأسعار النفط في آخِر مرتين ظهر فيهما.
وأشارت «بلومبرغ» إلى أن المؤشرات الفنية لا تؤثر على جميع المتداولين في السوق بالطبع، لكنها جزء من محادثة السوق الأوسع. ويشير «التقاطع الذهبي» إلى أن متوسط حركة سعر النفط، خلال 50 يوم تداول، تجاوز متوسط حركته خلال آخِر 200 يوم تداول. ويبلغ هذا الفارق حالياً 70 سنتاً للبرميل.
وكانت المرة الأخيرة التي حدث فيها هذا التقاطع لخام برنت، معيار النفط العالمي، في أغسطس (آب) الماضي، وسبق الأسعار ارتفاعاً بنحو دولارين، من 100 دولار للبرميل، خلال شهر أو نحو ذلك. وآخِر مرة حدث فيها هذا «التقاطع الذهبي» كانت في عام 2020، وأعقبه ارتفاع مستمر وطويل الأمد في الأسعار.