أخبار

هل سيغير “الاندماج النووي” قواعد اللعبة في عالم الطاقة؟

فاجأت الولايات المتحدة العالم هذا الأسبوع بإعلانها تحقيق اختراق علمي في مجال “الاندماج النووي”، حيث وصفت وزارة الطاقة الأميركية ما تم التوصل إليه بالاختراق الذي سيسجل في كتب التاريخ.

وتكمن قوة هذا الاختراق العلمي، في الأسلوب المستخدم في إنتاج الطاقة والذي يتشابه مع الطريقة التي تولّد منها النجوم والشمس طاقتها، وهو ما كان يعد أعظم تحدٍ تقني تواجهه البشرية على الإطلاق.

وفي الوقت الذي وصف فيه الاختراق بالخبر العظيم الذي سيغير قواعد اللعبة وينهي الاعتماد على المصادر التقليدية للطاقة، إلا أن الخبراء أكدوا أنه مجرد خطوة متقدمة في مسار ليس بالقصير.

تقنية أقل مخاطرة وتلويثاً

ويقول عضو المجلس الاستشاري الوطني لمعهد CISI البريطاني في الإمارات، وضاح الطه، في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن هذه التقنية الجديدة تم إثباتها منذ عقود، ولكن كانت هناك صعوبة في تنفيذها كونها تعتمد على الاندماج النووي بدلاً من الانشطار النووي، مشيراً الى أن العلماء يعتبرونها تقنية أقل مخاطرة وأقل تلويثاً للبيئة وأقل كلفة في الانتاج.

وبحسب الطه وهو خبير نفطي، فإن هذه التقنية تحتاج إلى دمج ذرات الهيدروجين لتوليد درجة حرارة عالية وتوليد ذرة الهيليوم، حيث أن هذه الاندماجات التي تحتاج إلى تقنية فائقة، تحدث في بعض النجوم وفي الشمس، موضحاً أن طرح هذه التقنية للإنتاج التجاري قد يستغرق ما بين 20 و30 عاماً.

واعتبر الطه أنه على منتجي النفط الأحفوري وحتى الصخري، أن يأخذوا موضوع توليد الطاقة عبر تكنولوجيا “الاندماج النووي” بجدية قبل فوات الأوان، فرغم أن طرح هذه التقنية سيكون على المدى البعيد، إلا أنه لا مجال للتكاسل أو التراخي في مسألة التأثيرات المحتملة على مستقبل النفط الأحفوري أو الطاقة التقليدية بشكل عام، مشدداً على ضرورة قيام الدول المنتجة بتنويع مصادر دخلها ما يساهم في جعل اقتصاداتها مرنة ومتنوعة.

توليد الكهرباء

من جهته رأى الكاتب في الشؤون النفطية عبد العزيز المقبل في حديث لبرنامج “عالم الطاقة” عبر قناة سكاي نيوز عربية، أن ما تم الإعلان عنه يعد خبراً كبيراً ولكنه لا يزال في طور المختبرات ولم ينتقل إلى مرحلة الاختبار الفعلي ولا إلى التسويق وتوزيع الطاقة، مشيراً الى أن “الاختراق” معني فقط بتوليد الكهرباء وليس الموارد الأخرى المتعلقة بالمواد الأساسية التي يحتاجها المستهلك في الإنتاج.

وأكد المقبل أن ما تم إنجازه لن يحل حتماً مكان الغاز والنفط والفحم الحجري، مشيرا إلى أن النتيجة التي تم الإعلان عنها تحتسب الطاقة التي جاء بها الليزر والطاقة التي ولدتها كبسولة الاندماج، ولكنها لا تحتسب كم كلّف إنتاج الليزر من الطاقة، والذي ندرك أنه يكلف الكثير من الجولات حتى يبدأ الليزر بالتوليد.

ووصف المقبل ما حدث بـ “الخبر الإعلامي الجيد” ولكن الحقيقة هي أن العالم على بعد سنين إن لم يكن عقود، من تنفيذ هذه التقنيات على أرض التسويق والاستهلاك، مشيراً الى أن نظرية “الاندماج النووي” انتقلت من مرحلة السرد النظري إلى بعض النتائج المخبرية.

المصدر : سكاي نيوز عربية

إغلاق