الطاقة المتجددة
الطاقة المتجددة
إن ارتفاع معدل النمو السكاني والاقتصادي في المملكة العربية السعودية يتبعه ارتفاع في معدل استهلاك الطاقة، سواء كان ذلك في الوقود أو الكهرباء أو تحلية المياه، وللمحافظة على الموارد الحالية وتحقيق التوازن وتلبية متطلبات الحياة للأجيال القادمة وتحقيق التنمية الاقتصادية؛ توجهت المملكة لاتخاذ خطوات جادة في استخدام مصادر الطاقة المتجددة بجانب النفط والغاز ضمن مزيج الطاقة الوطني.
لذا أطلقت المملكة العربية السعودية البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، في تطلّع فاعل إلى توطين سوق الطاقة المتجددة في المملكة مع تحقيق أعلى المعايير العالمية، حيث يهدف البرنامج إلى تفعيل مصادرنا المحلية لإنتاج الطاقة المتجددة. فمن المخطط أن يتم إنتاج ما مجموعه 9.5 جيجاواط من الطاقة المتجددة بحلول العام 2023م مع هدف مرحليّ بإنتاج 3.45 جيجاواط بحلول العام 2020م.
وسيساهم هذا البرنامج الوطني للطاقة المتجددة بشكل فعّال في دعم اقتصاد المملكة وتطوير الكوادر البشرية من خلال تحقيقه للتوسع الاستثماري في قطاعات جديدة، وكذلك استقطابه لاستثمارات الشركات العالمية والمحلية وتأسيس التقنيات المتقدمة وتوطينها.
تشكِّل الشّمس المصدر الرئيس للطّاقة على كوكب الأرض منذ ملايين السنين، كما أن لها الدور الأساسي والحيوي في تنمية الحياة وتطورها، فقد حاول الإنسان جاهدًا منذ فترة بعيدة من الزمن الاستفادة من هذا المصدر الحيوي واستغلاله ليسخره في مصلحته. وبفضل التطور التقني الذي شهده العالم؛ تمكّن الإنسان من تطوير مزيد من الأبحاث والابتكارات في مجال استغلال الطاقة الشّمسية لتوليد الطاقة الكهربائية، حتى أصبح هذا المصدر لا يقل أهمية عن بقية مصادر الطاقة المختلفة.
وقد ركزت المملكة العربية السّعودية من خلال خطط وأهداف رؤية 2030، على الاستثمار في مجال الطاقة الشّمسية لكونها فرصة واعدة لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة، وذلك لتوفر الظّروف المناخية الملاءمة والجدوى الاقتصادية المناسبة.
ويمكن الاستفادة من الطاقة الشمسية عن طريق إحدى التقنيات التالية:
– الطاقة الكهروضوئية PV
– الطاقة الشمسية المركزة (الحرارية) CSP
- الطاقة الكهروضوئية PV
تعرّف الطاقة الكهروضوئية بأنها مجموعة من الخلايا الشمسية التي تعمل على تحويل الضوء الصادر من الشمس إلى طاقة كهربائية. ويمكن استخدام الطاقة الكهروضوئية في تطبيقات ذات أحجام مختلفة مثل محطات توليد الكهرباء الكهروضوئية وما نراه على أسطح بعض المباني والمنازل، بالإضافة إلى مصابيح الطرق واللوحات المرورية وغيرها من التطبيقات. علمًا أنه بالإمكان تخزين الطاقة الكهروضوئية خلال فترة النهار واستخدامها بعد غروب الشمس.
الطاقة الشمسية المركزة (الحرارية) CSP
الطاقة الشمسية المركزة (الحرارية) هي تقنية استغلال الحرارة الناتجة من الإشعاع الشمسي الساقط على الأرض لإنتاج الكهرباء، وذلك باستخدام المرايا لتركيز كمية كبيرة من أشعة الشمس على جهاز مستقبل يحتوي على مائع لتسخينه، والذي يُستخدم بعد ذلك لإنتاج البخار وتشغيل التوربينات من أجل توليد الكهرباء. كما يمكن استخدام الطاقة الشمسية المركزة في بعض التطبيقات الصناعية وتسخين المياه في المباني.
تعرف طاقة الرياح بأنها الطاقة الناتجة من حركة الرياح بتحويلها من طاقة حركية الى طاقة كهربائية، وذلك عن طريق التوربينات الهوائية (مبدأ تحول الطاقة). ويعتمد تحديد مواقع حقول الرياح بشكل كبير على دراسة نشاط حركة الرياح في المنطقة، ويتم قياس ذلك عن طريق الدراسات الجيوغرافية، والأقمار الصناعية، وأجهزة الرصد والقياس الاستشعارية.
تعرف الطاقة المحولة من النفايات بأنها طاقة تقوم على معالجة واستغلال النفايات وتحويلها إلى طاقة كهربائية ووقود، وتتنوع مصادر هذه النفايات فمنها النفايات الصلبة والمخلفات الزراعية والحيوانية وغيرها. وهنالك عدد كبير ومتنوع من التقنيات القادرة على إنتاج الطاقة والوقود من المُخلفات دون حاجة لإحراق النفايات بشكل مُباشر، والعديد منها لديها القدرة على إنتاج طاقة كهربائية أكبر من تلك التي تنتج من نفس الكمية من الوقود بالإحراق المُباشر. وتعتبر مشاريع تحويل النفايات إلى طاقة ذات هدف مزدوج يتمثل بالحد من كميات النفايات التي يتم معالجتها وتخزينها، إضافة لاستخدامها في إنتاج طاقة مفيدة بطريقة صديقة للبيئة.
توطين تقنيات الطاقة المتجددة
برنامج توطين تقنيات الطاقة المتجددة يعمل على زيادة المحتوى المحلي لقطاع تقنيات الطاقة المتجددة وذلك بتسريع نمو القطاع الخاص المحلي من خلال تمكين ودعم الشركات المحلية في تطوير منتجات وتطبيقات وخدمات الطاقة المتجددة، وذلك بإنشاء مشاريع أولية لهذه التقنيات بقيادة القطاع الخاص عن طريق تطبيق مبدأ مشاركة التكاليف بين المدينة والقطاع الخاص المحلي.
ويُشرِك البرنامج القطاع الخاص في جميع مراحل توطين التقنية، بدايةً بخلق الفكرة إلى التنفيذ ثم التقييم والتسليم. ويؤكد إشراك القطاع الخاص بدفع التكاليف للمشاريع الأولية لهذه التقنيات على كون المشروع ذو جدوى تجارية مستقبلية بشكل مستدام. وتعمل المدينة على تحديد تقنيات الطاقة المتجددة ذات الاحتمالية العالية للنجاح في المملكة العربية السعودية، فيتم طرح المشاريع للتقنيات المحددة مع القطاع الخاص بشكل عادل ومفتوح للجميع للتأكيد على تنافسية العروض المقدمة بشكل يضمن الجودة.
يقوم البرنامج على اشتراط شركة سعودية من القطاع الخاص الربحي كقائد لمشاريع توطين التقنيات لضمان استدامة المشروع بالمملكة العربية السعودية. فيعمل البرنامج على ضمان الاستدامة عن طريق مشاركة المدينة للقطاع الخاص بالأرباح الناتجة عن المشروع المشترك بشكل معقول على فترات طويلة. كما يضمن البرنامج تحقيق العوائد عن طريق توليد الوظائف الخاصة بالمشروع مع القطاع الخاص، وعوائد جزء من المال للقطاع العام عن طريق ريع ضرائب القيمة المضافة للمشاريع والصناعة القائمة من مشاريع البرنامج.
المصدر: مدينة الملك عبدالله للطاقة