أخبارالطاقة المتجددة

أكبر 3 شركات نفطية تستثمر في الطاقة المتجددة

نجحت أكبر 3 شركات نفطية في تغيير نموذج العمل التقليدي لديها الذي يتعرض لضغوط متواصلة، إذ يمكن أن يوفّر الاستثمار في سلسلة قيمة الطاقة المستدامة من قبل تلك الشركات فرصة للتنويع وأداء دور رائد مع تحول الصناعة.

وتكافح البشرية من آثار التغيرات المناخية، وتتخذ إجراءات في جميع جوانب الاقتصاد. وفي إطار هذه الجهود، يتطلب التحول إلى نظام طاقة منخفض الكربون تحولات عاجلة وأساسية في كيفية إنتاج الطاقة واستعمالها في جميع أنحاء العالم. وتتطلب مثل هذه التحولات بدورها استجابات استراتيجية من شركات النفط والغاز.

وفي هذا السياق، يستثمر العديد من شركات النفط في الطاقة المتجددة في الوقت الراهن، من منطلق أن تلك الشركات لا ترغب في أن تتلاشى أو حتى تتخلف عن الركب مع التحولات المتسارعة التي يشهدها الاقتصاد العالمي بعيدًا عن مصادر الوقود الأحفوري، إلى بدائل أخرى منخفضة الكربون

لكن تبقى الأنباء السارة متمثلة في أن صناعة النفط ما يزال أمامها الوقت الكافي للتحول. وسيستغرق الاقتصاد العالمي عقودًا معتمدًا عليها، ويتعيّن عليه أن يضخ استثمارات تُقدر بتريليونات الدولارات كي يُنهي اعتماده كلية على الوقود الأحفوري.

وفي غضون ذلك، يمكن لتقنيات احتجاز الكربون وتخزينه أن تمنح صناعة النفط مزيدّا من الوقت للبقاء، حتى تُنجز أهدافها فيما يتعلق بتحول الطاقة.

ومع ذلك شرعت العديد من شركات النفط -في مقدمتها أكبر 3 شركات نفطية- في تحقيق قفزة كبيرة في مسار تحول الطاقة عبر ضخ استثمارات في الطاقة المتجددة، رغبة منها في تحمل مسؤوليتها المناخية.

الاستثمار في الطاقة المتجددة

تنتهج شركات النفط طرقًا متفاوتة للمضي قدمًا في مسار تحول الطاقة. وبينما يواصل بعض الشركات التركيز فقط على عملياتها الأساسية المتمثلة في إنتاج النفط والغاز، تراهن أخرى -ولو بقدر ضئيل- على تقنيات الطاقة منخفضة الكربون.

ومع ذلك يُعزز عدد قليل من شركات النفط الأخرى تركيزه على الاستثمار في الطاقة المتجددة.

وفيما يلي أكبر 3 شركات نفطية تستثمر في الطاقة المتجددة:

1- بي بي البريطانية

تتربع شركة النفط البريطانية “بي بي” على رأس قائمة أكبر 3 شركات نفطية تستثمر في الطاقة المتجددة.

وتحتل “بي بي” -الآن- مكانة مرموقة في صناعة الطاقة العالمية، وهي شركة تعمل في مجال النفط والغاز، ولها أعمال ضخمة في هذين المجالين، وخطوط أنابيب نفط وغاز، ومحطات نفط وغاز، والعديد من مصافي النفط حول العالم.

ومع ذلك تعتقد بي بي أن العالم يحتاج إلى نظام طاقة أكثر توازنًا، ولعل هذا ما قادها إلى التحول لشركة طاقة متكاملة.

وتسرع بي بي وتيرة استثماراتها في تحول الطاقة: الكربون المنخفض وتجارة الطاقة؛ وقد رفعت حجم إنفاقها على تلك الأعمال من 3% من إجمالي حجم أعمالها في عام 2019 إلى 30% في العام الماضي (2022).

وتستثمر الشركة في العديد من مجالات تحول الطاقة، من بينها:

الطاقة الحيوية: تستهدف بي بي إنتاج مزيد من أنواع الوقود المتجدد من النفايات أو النباتات.

شحن السيارات الكهربائية: ترغب بي بي في الإسهام بتسريع التحول إلى السيارات الكهربائية عبر ضخ استثمارات في البنية التحتية الخاصة بشحن السيارات الكهربائية.

المصادر المتجددة والكهرباء: ترغب بي بي في إنتاج مزيد من الكهرباء من طاقة الشمس والرياح.

الهيدروجين وتقنية احتجاز الكربون: تستثمر بي بي في تلك التقنيات الناشئة منخفضة الكربون.

وفي السنوات الأخيرة، خطت شركة النفط البريطانية خطوات واسعة لتسريع النمو في تحول الطاقة. ففي أواخر عام 2022، سرعت بي بي ووسعت أعمالها في مجال الطاقة الحيوية عبر الاستحواذ على شركة “أركايا إنرجي” الأميركية العاملة في مجال إنتاج الغاز الطبيعي المتجدد “الميثان الحيوي”.

وتدير الشركة 50 منشأة لإنتاج الغاز الطبيعي المتجدد، وتوليد الكهرباء بالغاز في عموم أميركا.

وتطور الشركة -أيضًا- خط أنابيب يمكنه تعزيز إنتاج “أركايا إنرجي” بواقع 5 مرات بحلول نهاية العقد الجاري.

وعلاوة على ذلك وافقت بي بي على شراء “ترافيل سنترز أوف أميركا” في العام الحالي (2023)، وهي شركة متخصصة في مجال امتلاك محطات تعبئة النفط وإدارتها.

ومن ثم تجلب “ترافيل سنترز أوف أميركا” فرص النمو في عدد من محركات النمو في قطاع تحول الطاقة الذي تمضي فيه “بي بي”: شحن السيارات الكهربائية، والوقود الحيوي/الميثان، وربما الهيدروجين.

ليس هذا فحسب، وإنما تستثمر بي بي -أيضًا- بقوة في المصادر المتجددة، إذ تستهدف بناء سعة كهرباء متجددة قدرها 20 غيغاواط بحلول أواسط العقد الحالي (2025)، و50 غيغاواط بحلول عام 2030.

وتبني بي بي مشروعات في قطاع الطاقة الشمسية والرياح البحرية.

وفي غضون ذلك، تنفذ شركة النفط البريطانية مشروعًا مشتركًا مناصفة مع عملاقة الطاقة النرويجية إكوينور لبناء مزارع رياح بحرية في الولايات المتحدة الأميركية.

وتعتقد بي بي أن نهجها الاستثماري المتوازن سيتيح لها مواصلة إنتاج الكهرباء التي يحتاج إليها العالم -حاليًا- والكهرباء النظيفة التي يحتاج إليها العالم في المستقبل.

2- إنبريدج

تنضم شركة الطاقة الكندية إنبريدج الرائدة متعددة الجنسيات العاملة في مجال البنية التحتية للطاقة، إلى قائمة أكبر 3 شركات نفطية تستثمر في الطاقة المتجددة.

وتعمل إنبريدج -أساسًا- في 4 مجالات رئيسة، هي:

خطوط أنابيب السوائل: تشغل إنبريدج أكبر نظام نقل سوائل ونفط خام في العالم، يمتد من كندا حتى ساحل خليج المكسيك في الولايات المتحدة الأميركية.

خطوط أنابيب الغاز الطبيعي: تمتلك إنبريدج شبكة واسعة من أنابيب الغاز الطبيعي في كل من أميركا وكندا.

مرافق الغاز وتخزينه: تشغل الشركة أكبر مرفق غاز طبيعي من حيث الحجم في عموم أميركا الشمالية.

الطاقة المتجددة: تُشغل الشركة مزارع رياح بحرية ومزارع طاقة شمسية في أميركا الشمالية، بجانب منصة رياح بحرية متنامية في أوروبا.

كما تستكشف الشركة فرصًا في الطاقات منخفضة الكربون مثل الغاز الطبيعي المتجدد، والهيدروجين وتقنيات احتجاز الكربون وتخزينه.

وتشهد إنبريدج تحولًا بطيئًا في عملياتها إلى الطاقة منخفضة الكربون. فقد تحول مزيج الأعمال لديها من تحقيق 74% من عائداتها -قبل احتساب سعر الفائدة الضرائب والإهلاك والاستهلاك- من خطوط أنابيب السوائل قبل 2016، إلى 47% من الغاز النظيف في أعقاب استحواذها على شركة سبيكترا إنرجي في عام 2017.

واستمرت إنبريدج في ضخ استثمارات في الطاقة منخفضة الكربون عبر تطوير أعمالها في قطاع الغاز، ومنصات الطاقة المتجددة، ومؤخرًا في التقنيات الحديثة.

كما تطوّر إنبريدج العديد من منصات الرياح البحرية في أوروبا التي ستدخل حيز التشغيل في نهاية العقد الجاري (2030). وعلاوة على ذلك سرّعت الشركة استثماراتها في قطاع الطاقة المتجددة عبر الدخول في صفقات الاستحواذ.

ففي أواخر عام 2022، استحوذت إنبريدج على شركة “تراي غلوبال إنرجي” رائدة تطوير مشروعات الطاقة المتجددة البحرية الأميركية.

وفي أوائل العام الحالي (2023)، استحوذت على حصة من الأسهم في شركة “ديفيرت” الرائدة العاملة في البنية التحتية للغاز الطبيعي المتجدد.

وتُخطط الشركة -أيضًا- لضخ استثمارات بمليارات الدولارات سنويًا في مشروعات الطاقة المتجددة، وتقنيات الطاقة الحديثة.

كما تتوقع إنبريدج أن تواصل تطوير أعمالها المتعلقة بالوقود الأحفوري، معتقدة أن إستراتيجيتها المتوازنة تلك ستساعدها على دعم الوقود -الآن- مع تعزيز وضعها للاستثمار في مصادر الطاقة المستقبلية.

وبالإضافة إلى ذلك، ستمضي إنبريدج، مدعومة بإستراتيجيتها المتوازنة، لتحقيق تدفقات نقدية كبيرة، ما سيساعدها على تمويل مدفوعات عائدات السهم لديها.

وتمنح إنبريدج عائد سهم مرتفعًا يصل إلى 6.5%، ما يجعل أسهمها رائجة بين شركات النفط الكبرى.

3- توتال إنرجي

تحل عملاقة الطاقة الفرنسية توتال إنرجي في المرتبة الـ3 في قائمة أكبر 3 شركات نفطية تستثمر في الطاقة المتجددة.

وترغب توتال إنرجي في أن تكون شركة مسؤولة، إذ إنها تستهدف تلبية احتياجات الوقود الأحفوري العالمية -حاليًا- عبر الاستثمار في مشروعات تطوير النفط منخفض التكلفة والانبعاثات.

كما تعمل الشركة على تقنية احتجاز الكربون بُغية خفض الانبعاثات الناجمة عن أعمالها النفطية العالمية. وعلاوة على ذلك، تُصنّف من بين أكبر 3 شركات في إنتاج الغاز الطبيعي المسال عالميًا.

وتستثمر توتال إنرجي -كذلك- في الطاقة منخفضة الكربون، وهي تستهدف أن تصبح من بين أكبر 5 شركات إنتاجًا للطاقة المتجددة في العالم. وتستثمر الشركة في مجالات الوقود الحيوي، والغاز الحيوي، والهيدروجين والوقود الاصطناعي.

وتضع الشركة هدفًا طويل الأجل يتمثّل في إنتاج كميات طاقة أكبر بانبعاثات أقل. وتخطط لخفض إنتاجها النفطي طبيعيًا عبر التركيز على ضخ استثمارات في الغاز النظيف والكهرباء.

وبحلول عام 2030، تتوقع توتال إنرجي نمو حجم إنتاجها الإجمالي من الطاقة بنسبة 30%.

كما تتوقع الشركة هبوط إنتاجها النفطي بنسبة 30%، ومضاعفة إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال وتوليد الكهرباء، بواقع 3 مرات.

وضخّت توتال إنرجي استثمارات ضخمة عديدة لدعم نموها في قطاع الطاقة المتجددة. وتمتلك حصة الأغلبية في شركة “صن باور” الرائدة العاملة في مجال تصنيع الألواح الشمسية.

وفي عام 2022، استحوذت توتال إنرجي على نصف الأسهم في خامس أكبر شركة أميركية في قطاع الطاقة المتجددة “إنرجي غروب”.

وتمتلك إنرجي غروب العاملة في تطوير مشروعات الطاقة المتجددة حصة من الأسهم تلامس نسبتها 42% في شركة كليرواي إنرجي المتخصصة في إنتاج الكهرباء النظيفة.

ليس هذا فحسب، وإنما تموّل توتال إنرجي -جزئيًا- تلك الصفقة عبر منح البائع نصف الأسهم -تقريبًا- في شركة تابعة لها.

كما عززت الشركة استثماراتها في عام 2022 عبر شراء شركة “كور سولار” التي تمتلك خط أنابيب لمشروعات تخزين طاقة وطاقة شمسية على مستوى المرافق قيد التطوير.

وترى توتال إنرجي أن إستراتيجيتها في التحول إلى شركة طاقة أكثر استدامة سيعود بالنفع على عائدات السهم لديها، والاقتصاد العالمي، وكوكب الأرض بوجه عام في السنوات المقبلة.

المصدر: الطاقة

إغلاق