النفط

صعوبات تواجه إنتاج النفط الصخري الأميركي في 2023

شهدت صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة عامًا مُخيّبًا للآمال في 2022، في حين تستعد لمكاسب إنتاجية أضعف في عام 2023، يعوقها ارتفاع التكاليف وتضاؤل الاحتياطيات والضغوط التضخمية.

وسيرتفع إنتاج الولايات المتحدة من النفط في 2022 بمتوسط 620 ألف برميل يوميًا، وفقًا لأحدث تقديرات حكومية، أي أقل بمقدار الثلث من نحو مليون برميل يوميًا، أشارت إليها بعض التوقعات في بداية العام المنصرم.

وقد أدى هذا النقص في إنتاج الخام الأميركي إلى تقويض تأثير النفط الصخري في الأسواق العالمية، وساعد في رفع الأسعار للعام الثاني على التوالي، بحسب رويترز.

ويوجد النفط الصخري في أماكن عدّة من العالم، إلّا أن الولايات المتحدة هي أكبر مُنتجة له، وبفضله أصبحت أكبر منتجة للنفط في العالم، وهو من النوع الخفيف الحلو والخفيف جدًّا، والمكثّف.

أسعار النفط

قال الرئيس التنفيذي لأكبر منتجي حوض برميان شركة “بايونير ناتشورال ريسورسز”، سكوت شيفيلد، إن “تحقيق مكاسب في عام 2023 سيكون أمرًا صعبًا”، متوقعًا زيادة قدرها بين 300 و400 ألف برميل يوميًا في إنتاج النفط الصخري بالولايات المتحدة هذا العام.

ويُنتج حوض برميان أكثر من ثلث النفط الخام وأكثر من عُشر الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة الأميركية.

وأضاف شيفيلد: “تحفر معظم الشركات مخزونات المستوى الثاني والثالث الآن”، مشيرًا إلى أن “إنتاجًا أقل جودة يُستخرج الآن من برميان وباكن”، في إشارة إلى أكبر حوضين للنفط الصخري في الولايات المتحدة.

وتأتي مكاسب الإنتاج الضعيفة على الرغم من الطلب القوي تاريخيًا في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي اندلعت شرارته الأولى في فبراير/شباط من عام (2022).

واستقرت العقود الآجلة لخام برنت يوم الجمعة 30 ديسمبر/كانون الأول، عند 85.91 دولارًا للبرميل، وهو مستوى من شأنه أن يُحفّز المنتجين على زيادة الحفر للاستفادة من ارتفاع الأسعار.

وارتفعت أسعار خام برنت بنحو 10% على أساس سنوي، بعد أن قفزت بنحو 50% في عام 2021.

وتوقع الرئيس التنفيذي لشركة “بايونير ناتشورال ريسورسز”، سكوت شيفيلد، أن يبلغ متوسط سعر الخام العالمي نحو 90 دولارًا للبرميل في عام 2023، مع احتمالية وصوله إلى 120 دولارًا.

إنتاج النفط الصخري

تتبنّى شركة تكنولوجيا الطاقة (إنفيروس) وجهة نظر أكثر تفاؤلًا، إذ تتوقع زيادة إنتاج النفط الصخري بنحو 500 ألف برميل يوميًا هذا العام.

وأشار أحد المسؤولين البارزين في إنفيروس، شيتان شارما، إلى قيود سلسلة التوريد وعدم اليقين بشأن ما ستفعله منظمة أوبك، قائلًا: “من المتوقع أن تستمر هذه الرياح المعاكسة”.

وقالت شركة سيفيتاس ريسورسيس، أكبر مُنتج في ولاية كولورادو، إن البيئة التنظيمية جعلت من الصعب على الشركات زيادة الإنتاج بسرعة.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة كريس دويل، مشيرًا إلى مهلة الـ18 شهرًا للحصول على تصريح حفر جديد: “إذا أردنا زيادة كبيرة في الإنتاج، فسنحتاج إلى تقصير أوقات استخراج التصاريح”.

ونما حجم سيفيتاس بنحو 4% على أساس سنوي، وتتوقع إنتاجًا ثابتًا نسبيًا في العام الجاري، لأنها تعطي الأولوية للتدفق النقدي الحر وقوة الميزانية، على النمو.

الآبار القديمة

تختبر “بايونير” وغيرها من منتجي النفط الصخري، تقنيات استخلاص النفط، التي يمكن أن تؤثر في النهاية بإنتاج المزيد من النفط من الآبار القديمة.

وأصبح تقادم حقول النفط الصخري مشكلة أكبر لنمو الصناعة هذا العام.

وعلى المدى القريب، حذّر الرئيس التنفيذي لشركة بايونير ريسورسز، سكوت شيفيلد، من أن التضخم في حقول النفط، الذي تراوح بين 10% و15% هذا العام، سيستمر ويحد من نمو الإنتاج، بالإضافة إلى تركيز المستثمرين على العوائد بدلًا من كميات الإنتاج.

ولم تعد بايونير وشركات النفط الأخرى تتعاقد مع شركات الحفر أو التكسير لشراء معدات بناء جديدة بسبب المتطلبات المالية.

وقال سكوت شيفيلد: “نحن لا نفعل ذلك هذا العام، لأنهم سيتقاضون تكاليف إضافية تتراوح بين 30% و40%، لا نعرف ما الذي سيحدث في غضون 3 أو 4 سنوات، بحلول الوقت الذي قمنا فيه بهذا الاستثمار”

المصدر : الطاقة

إغلاق